بشرى لكل زوجٍ عصبيٍّ يُكثر من الطلاقات لأتفه الأسباب..

بشرى لكل زوجة لا تتقن كيف تكسب ودّ زوجها ..لا تخافي من الطلاق بعد الآن..

بشرى لكل زوجٍ وزوجة طلِّقوا أنفسكم عدد حبات المطر فالحل موجود عند جهابذة عصرنا !!

وأنقل إليكم بعضاً مما أفتاه هؤلاء الجهابذة الجاهلين -وكل هذه الفتاوى سمعتها من أصحاب العلاقة شخصياً -:

- إذا كنت طلقت زوجتك وأنت غضبان - معصّب- فلا يقع الطلاق

(فهل هناك من يُطلق زوجته وهو لا يدري ولا يُدرك ماذا يقول من شدة الغضب)

- إذا كنت طلقت زوجتك وأنت واقف على رجليك فلا يقع الطلاق

(وهل من الضروري أن أجلس وأتكئ ثم أطلق)

- إذا كنت طلقت زوجتك وأنت على غير طهارةٍ تامة فلا يقع الطلاق

(وهل يجب أن أغتسل وأتوضأ ثم أُطلّق)

وهناك الكثير من الفتاوى المُضحكة ولكن المقام لا يُسع لذكرها جميعاً

ولكن شرُّ البلية ما يُضحك...

وبعد حصولك أيها المُطلِّق على فتواك كما تريد وبالمقاس الذي تريد

هل تدفع ألف ليرة أم أضربك على رجليك أمام جمهرةٍ من الناس كي لا تُعاود الطلاق مرة ثانية – هذا ما يقوله بعض مُتمشيخينا المفتين-.

ويقول البعض اذهب للشيخ الفلاني فإنه يجد لك فتوىً تعيدك لزوجتك ولو طلقتها بعدد الرمل والحصى...(وكأن الأمر حيلةٌ نتحيّل بها)

والآن وبعد ذكر بعض من هذه الفتاوى وثمن هذه الفتاوى أحببت أن أناقش معكم أخوتي وأخواتي بعض الأسئلة التي تراودني.

- هل أنت مقتنع بهذه الفتاوى؟ ولم؟

- هل تُقنع بها نفسك إذا وقعت بالطلاق ولم تستطع إرجاع زوجتك؟

- ما ذا تقول لكل متآلٍ على حدود الله من هؤلاء المُتمشيخين والمطلقين؟

- ما حكم كل من يُرجع زوجته بهذه الطريقة؟وهل الذنب يكون مقروناً فقط بالمفتي أم على كلا الطرفين (المفتي والزوجين)؟(خاص للدكاترة والأخوة الشيوخ)



أخيراً أحببت أن أقول: أخوتي لا تستبشروا بالطلاق فإنه أبغض الحلال وإياكم ثم إياكم أن تلجأوا لمثل هؤلاء المفتين لأنهم سوف يجرّونكم إلى الزنا والعياذ بالله وخاصة بعد الطلقة الثالثة فاسألوا أهل العلم......

في الحقيقة كلمات الشكر والثناء والمدح تقف عاجزة عن تأدية شكرك على هذا الموضوع الرائع ويوماً بعد يوم يزداد إعجابي بما تطرحه من قضايا تهم الخواص والعوام من الناس
بالنسبة للفتاوى التي تظهر من أنصاف طلاب العلم أو المتمشخيين كما أحببت أن تسميهم هذه الفتاوى تهدم الدين لبنة لبنة
ولعل هؤلاء يلجؤون إلى مثل هذه الحيل ليس شفقة على المطلقين إنما لدناوة في أنفسهم وطمعاً بالأموال التي يجنيها من هذه الفتاوى الهدامة
بالنسبة لطلاق الغضبان يجعلون حديث النبي صلى الله عليه وسلم (( لا طلاق مع إغلاق )) عكازاً يتكئون عليه لتحقيق مآربهم
طلاق الغضبان لا يقع في حالة كان الشخص لا يدرك ما يقول بحيث لو قلت له أنت طلقت زوجتك
يقول لك والله لا أعرف ما تلفظت
أي أن العقل يكون مغلقا ً ويكون الشخص بحالة لا إدراك أو وعي
أما إذا كان الشخص غضباناً لكنه يدرك ما يقول فهذا الطلاق واقع ويحسب عليه طلقة
أقول للمطلقين : إن حكم القاضي أو الشيخ لا يحل حراماً ولا يحرم حلالاً
والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس وإن أفتاك الناس وأفتوك
بالنسبة للإثم يقع على المفتي وعلى الزوج المطلق لأن الحلال بين والحرام بين وكل زوج يعلم أن الطلاق مرتان وفي الثالثة تحرم عليه زوجته ولا يحق له مراجعتها حتى تنكح زوجاً غيره
جاءني أحد الأشخاص وقد طلق زوجته للمرة الثالثة بألفاظ صريحة لا تحتمل التأويل
فقلت له ليس لك رجعة عندي أو عند أي شيخ في الدنيا
فوجئت بعد أيام أنه أعاد زوجته وكأن شيئا ً لم يكن فسألته كيف حصل ذلك فقال لي وبكل برودة بالمصاري كل شي بيصير
فقلت له : أنت تضحك على نفسك يا صديقي فهذا الشيخ لن يجعل زوجتك تحل لك أبدا ً فقال لي برقبة الشيخ وهوي بيتحمل الإثم
طبعا ً هذا الكلام غير مقبول على الإطلاق
وعلى الإنسان أن ينظر ممن يأخذ الفتوى
وكبار العلماء لا يفتون بالطلاق بل يحيلون أمور الطلاق لأهل الاختصاص
وأخيرا ً أقول لهؤلاء المتمشيخين : اتقوا الله في هؤلاء الناس البسطاء ولا تجعلوا الدنيا أكبر همكم ولا مبلغ علمكم فهذا المبلغ الذي تأخذه لقاء رجعة باطلة سيكون سبباً بأن تسعر النار لك يوم القيامة وأن تكون حطبا ً لجهنم والعياذ بالله
وأنتم أيها الأزواج احفظوا ألسنتكم وأيمانكم حتى لا تلقوا ربكم وقد كتبتم عند الله من الزناة وأنتم لا تشعرون
أشكرك أبو محمد مرة أخرى على هذا الموضوع القيم المنتشر في بلادنا بكثرة ويستهين به الناس وهو عند الله عظيم

بارك الله بك أخت شمس على مرورك الطيب وردك الجميل العطر..
وكل الشكر والتقدير للشيخ أنس على هذا الرد والذي زيّن الموضوع وكمّل نقصه..
وأحببت أن أعقب على الحديث الشريف (( لا طلاق مع إغلاق )) فكما ذكرت بكلامك أنهم أخذوا يتكئون عليه
و في هذا الحديث كلمة الاغلاق يجب أن يعلم الجميع تعني إغلاق كافة الأحاسيس والإدراكات العقلية أي يصبح الغضبان كالسكران والمجنون لا يعلم ماذا يقول.. وهذا ما لا يحدث لمعظم الأزواج عند الطلاق فهم يدركون معنى حروف هذه الكلمة و نتائجها...
فنسأل الله أن يبعدنا عن التآلي على حدوده وأن يهدي من ضلّ منا بعلم أو بدونه

شكرااا لك شيخ علوان على الرد المفصّل والجميل وبالحقيقة نحن هنا أمام فتوى خطيرة جداً لما ها من آثار سلبية فهذا المفتي لم يجمع بين زوجين مطلقين بهذه الفتوى بل هدم أسرة كاملة مع ذريتها وسبّب بوقوع الزنا والعياذ بالله ..