خلّـفتُ شـهـواتِ الأنام ِ ورائي / و أتيـتُ ربّي حَـاملاً أخـطـائي
كلُّ المطـايا نحـوَ مكّةَ سـيرُها / و مطيّـتي أملٌ و حُسْـنُ رجـاء ِ
يا ربِّ يا مقصـودُ يسّـرْ حجّتي / لأتـمَّ نسـكي في سـرورِ هـنائي
هيّـأتَ للمسكين ِ أسبابَ الـلقـا / شـكراً ، فتـلكَ عطيّـةُ الكُرَمـاء ِ
** ** **
يا لانشـراح ِ الصدر ِحينَ رأيتُها! / سـوداءَ ، لكـنْ هـالةُ البيضـاء ِ
طـفـنا و ناجيْـنا الإلهَ بسبعـة ٍ / فاسّـاقـطـتْ أوزارُنا كغـطـاء ِ
ثمّ ارتـوينـا من عـذوبةِ زمزم ٍ / كالرّوضـة ِالظمأى بدفـق ِ رواء ِ
و مقـامُ إبراهيمَ أرضُ سـجودِنا / في ركعـتيـن ِ همـا عظيمُ جزاء ِ
و السعيُ ما بين الصفاة ِ و مروة ٍ / كصنيـع ِ هاجرَ في طِـلاب ِ الماء ِ
صلّيتُ خمسي في حمى وادي منى / الذنـبُ دائـي و الـدموعُ دوائـي
و على ثرى عرفاتِ فاضتْ عَبرتي / ذلاً لعِـزةِ أعـظـم ِ العـظمـاء ِ
و نسيْتُ نفسي هـائمـاً في ذكـره ِ / و سـلوْتُ عـن دنيايَ و الأبنـاء ِ
إني المشـوقُ لشـامِنا و خليجِـنا / و كلاهـما في غـربتـي و جفائي
ونسـيتُ هـمّ الغـربتـين ِ ببابه ِ / فضيافـةُ الرّحـمن ِ خيـرُ عزاء ِ
قدسـيّـةُ الزمـن ِ الجميل ِ فريدةٌ / طـهْـرُ المكـان ِ حديقـةُ الندماء ِ
و حصَـاةُ مزدلـفٍ جمعْـتُ بليلةٍ / نمْنـا على رمـلٍ و تحـتَ سماءِ
فبيـاضُ ثوب ٍ في ظـلام ٍ حـالكٍ / و بيـاضُ روح ٍ في جميـل ِ بهاء ِ
نحِـرتْ أضاحي العيدِ تكفيـراً لنـا / سـالتْ على الجنبـاتِ حُمْرُ دماء ِ
سـارتْ إلى الجمَـراتِ أقـدامٌ لهـا / في الذنب ِ أكـداسٌ من الأخطـاء ِ
عصيانُ شـيطان ِ الهـوى و دروبه ِ / رمـيٌ و رمـزُ تـمـرّد ٍ و ولاء ِِ
ثم الإفاضـةُ حولهـا و وداعُـهـا / يا ليـتنـي جـارٌ و لسـت بِنـاءِ
غادرتُـها و الدمعُ يغـرقُ محجري / بتحَسـُّر ِ العشـاق ِ و الشـعـراءِ
** ** **
في طيبـةِ الأنـوار ِ سـلّمـنا على / خيـر ِ البريّـة ِ سـيّد ِ الشـفعـاء ِ
و لصاحبيـه ِ مقـامُ عـزّ ٍ سـامقٍ / ما مثـلُهـم في الناس ِ من قرنـاء ِ
ما بيـنَ منبـرهِ الشـريفِ و قبـرهِ / صلّيـْتُ بخشـوع ٍ و صدق ِ دُعاء ِ
تمضـي بيَ النفحاتُ في أفـق ِ الهدى / ترقـى على نـور ِ السـنا اللألاء ِ
** ** **
يا ربِّ اقبـلْ حجّـنا و اغـفـرْ لنـا / رُحمـاكَ في السّـراء ِ و الضّـراء ِ
أزكـى الصلاة ِ على الذي من هـديه ِ / تتحـرّرُ الدنـيـا مِنَ الـظـلمَـاء ِ