هناك من يسأل المغترب دائما عن الغربة المرة وعذاباتها وأحزانها وآلامها ..
يسأل المغتربين عن اسباب غربتهم وتعاستهم وتهجيرهم عن أوطانهم وكيانهم تهجيرهم من
أوكارهم التي أعتادوا الحياة وسطها والعودة إليها كل مساء والتمتع بها
وهل هم هاجروا من محض إرادتهم ؟؟ أم قصرا وقهرا هاجروا من أوطانهم ؟؟؟
تستفسر كيف لهم ان يتحملوا آلام الغربة ويصبروا في بلدان غير بلدانهم
بعيدا عن أهلهم وذويهم ..
كيف لهم العيش والسعادة في أراضي غير أراضي أوطانهم التي تعودوا عليها
وتعودت على وجودهم بين أحضانها ؟؟
ولاني مغترب عايشت اوضاع المغتربين وآلامها وجدتني مدفوع للكتابة
فمن منا لم يسمع عن الغربة والامها وهمومها وعذاباتها !!
لقد أكلت الغربة أكثر ربع قرن من أعمارنا .. ولم تشبع ...... !!!؟؟؟
لقد طحناها .. بالصبر والإيمان .. بالعمل والأمل .. والكتابة
الغربة وهم الوطن، نعشقها كنافذة تتمرد على مشهد خائب. ربما، هذا
أقسى ما نملك حين نتلذذ بتحجيم أنفسنا، نعيش الحاجة للخوف لتبرير سلبيتنا.
ماذا نجد في الغربة غير تلك المساحة التي ننال فيها من أنفسنا فتتحول هذه
الغربة إلى بكاء ونواح في بعض الأحيان بحرية لا أكثر ولا أقل ؟
الإغتراب أو الإرتحال .. والتهّجير أو الغربة ، قديمة قدم الإنسان الذي يجول على هذه
الأرض ، في صراعه ضدّ الطبيعة ، والوحوش الضاريّة أوّلا .. ، ومن ثمّ أخيه الإنسان –
الاّن الصراع مع وحوش الغابة أسهل بكثير من الصراعات بين البشر ، حيث يسيطر القوي
على الضعيف .. والغني على الفقير .. ورجل النظام على المواطن العادي . إذا
تصفّحنا التاريخ .. نرى معظم الأنبياء .. والرسل .. والدعاة وقادة الثورات ،
والأحزاب ،والإصلاح ، حتى هذه اللحظة .. عاشوا تجربة الإبعاد , والنفي ، والتهجير
.. أو الإغتراب ..
إبتداء من السيّد المسيح .. والنبي محمّد عليه الصلاة والسلام..
طوبى للغرباء المغربين لأن لهم ملكوت السماء هنيئا للغرباء كما للـ .......
لأنهم اجتازوا مختبرات الصبر والنار والألم .صبروا وصمدوا في وجه الأعصار الشديد الزي لا يرحم ..
أحبتي أخواني أخواتي ...
واي مغترب لم يتكلم عن الغربة وعن قهرها وعذاباتها ومرارها
وطول مساءاتها وصباحاتها ..
لكن كل شئ له وجهان، ما هو ايجابي وما هو سلبي
فلا من هو في موطنه مرتاح، ولا المغترب سعيد ومبسوط
تعددت الاسباب وتوحد المصاب والهم واحد
هناك من اغترب من أجل التحصيل العلمي ونيل أعلى الشهادات الدراسية ليخدم وطنه
وأمته ثم يعود وهذه غربة مؤقتة يعود بعدها إلى أحضان الوطن والأهل ..
وهناك من يجري خلف لقمة العيش ليسد رمق أسرته المكونة من عشرة أشخاص وربما أكثر
من ذلك في معظم الأحيان وهذا ربما يعود أو لا يعود ربما قهرا وذلا وقصرا وإجبارا
هاجر عن وطنه..هناك التهجير .............
وهناك من يجري على كفالة الأيتام .. أسباب كثيرة للغربة
كثيرة هي اسبابها وربما الاكثر هي محنها ، لكن تبقى لها ايجابياتها
فالمغترب يعيش بين نارين وكأنه قابض على موس ذو حدين ..
فالمغترب اما على الجمر يقبض وعلى دينه يحافظ
او ينحرف على عقيدته ويضيع مبادئه ويتنكر لعروبته
في الغربة ايضا نتعامل مع اناس.. ليتهم مسلمين.. ليتهم كلهم مسلمين
ولكنهم لوقتهم محترمين وفي اعمالهم جادين نعيش معهم ونجد معهم ما
نفتقده في بلدنا للأسف الشديد ، نطبق اشياء هي اصلا من مبادئ وقيم ديننا
المبادئ المنسية في ديار الاهل والأحباب ، ديار الاهل التي نزورها وكاننا
غرباء عنها والتي يشعر بها الكثير من المغربين منا ، هي غربة الوطن والاهل ..
كثيرا ما يفرح الانسان بقرب اللقاء واحضان الاهل وما ان يصل لبلده حتى ترى التجهم
على وجهه حزن عميق ينتابه عن حال اهله واقربائه،وحال المسلمين في بلده كيف أصبح
فيرى ما كان يأمل في انقراضه منذ عصور ..
و الواقع الذي يواجه كل مغترب عند عودته لوطنه أو لمكان إقامته
احيانا غربة الوطن تكون اهون من غربة الديار والاهل
ومن محاسن الغربة أنها تنمي مدارك الأنسان وتزيد بعدا هاما من تقافته بحكم أنه
يتعرف على عادات وتقاليد جديدة لبعض الشعوب التي يختلط معهم ويتعامل معهم بشكل
يومي ولكن الغربة يقولون أنها تقسي القلوب بحكم البعد أنه يولد الجفاء ...
أحبتي ..أخواني وأخواتي
عن اي غربة نتكلم!!
ليس الغريب غريب الشام واليمن .... إن الغريب غريب اللحد والكفن
لقد صدق من قال هذا الكلام
لا ننسى ايضا انه لولا الغرباء لما وصل الاسلام لكافة الارجاء
كل شئ له ايجابيات وسلبيات كما قلنا ، والحكيم من يرى الايجابيات ويعمل بها
والاحمق من انجرف وراء السلبيات وتأثر بها لانه سيبقى حياته كلها في غربة
ولن يسعد باي نعمة بين يديه ولن يعطي لما عنده اية قيمة وأهمية تذكر ..
المغترب لم تعد تهمه أين يقيم وأين يموت فكل بلاد الله وطنه ..
لأنه أدرك تماما في قرارة نفسه أن لا عودة لوطنه الحبيب ..
خصوصا من أغترب قصرا وتعنتا وقهرا وظلما ..
طالما نصيبه الأكبر كان غربة وهم وشقاء وعذاب لا يطاق
ولكن الوطن الأم يبقى محفورا في قلبه وعقله وحبه لا يزحزحه شئ أبدا
الوطن مزروع في كيانه ووجدانه، وعروقه تنبض بحب وطنه وأهل وطنه
ولسانه يلهج بذكر وطنه ليل نهار والذكريات الجميلة تطفوعلى سطح قلبه
لتحرمه لذة العيش بسعادة وهناء ..
وربنا يكتب العمر المديد لكل مغترب ليعود إلى وطنه
ليكحل عينيه بترابه ويروي ظمأه منه...
والمغترب يقول بكل فخر وأعتزاز .. أحبك يا وطني مهما كانت قسوتك علي فأرددها
كلمات ستبقى معي في غربتي وتصحبني في وحشة الليل الطويل بأنك تبقى الوطن الحبيب
المعطاء دائما – كيف أنساك يا وطن وأنت من علمتني الحب
وصلة الرحم والأحبة كلهم .؟.
هل الحل في الغربة الفعلية عن الوطن حتى لا ترى هذه الصورالبشعة امام عينيك !!
أم تبقى حيث انت و تسير في طريق من أشعلو الشموع لا من لعنوالظلام الف مرة؟
ساترك موضوع الغربة مفتوحا للنقاش وتجاذب أطراف الحوار الجاد
لمن يحب إبداء رأيه في الغربة وهمومها !!
دمتم للوطن ودام الوطن بكم ولكم .. والسلام عليكم