شكرا أخي مصعب
حل اللغز هو كبش الفداء " عندما رأى سيدنا إبراهيم أنه يذبح ابنه إسماعيل فافتداه الله بكبش عظيم من السماء
الذَّبيح
أخَذَ سيّدُنا إبراهيمُ مُدْيَةً وحَبلاً، وذَهَب إلى أحدِ الوِديان القريبة..
كانَ إسماعيلُ يُرافِقُ أباه ساكِتاً. كانَ يُهيّئُ نَفسَهُ لِلَحظةِ الذَّبح، ويُدعو الله أن يَمنَحَهُ الصبرَ لتحمّلِ الآلامِ في سبيله..
هاجَرُ عندما رأتْ سيّدَنا إبراهيمَ وإسماعيلَ قد انطَلَقا نحو الوادي، ظنّت أنّهما ذَهَبا لجمعِ الحَطَب..
وصَلَ سيّدُنا إبراهيمُ وإسماعيل إلى الوادي..
نَظَر إسماعيلُ إلى أبيه، كانت عَيناهُ مَليئتين بالدُّموع.. هو أيضاً بكى من أجلِ أبيهِ الشيخ فأراد أن يُنهِيَ الأمرَ بسرعة، قالَ لأبيه:
ـ يا أبي، أحْكِمْ وَثاقي، واكْفُفْ ثِيابَكَ حتّى لا تَتَلطَّخَ بالدمِ فتَراهُ أُمّي.. يا أبي، واشْحَذِ السِّكِّينَ جَيّداً، وأسْرِعْ في ذَبْحي فإنّ آلامَ الذَّبح شديدة.
بكى سيّدُنا إبراهيمُ وقال:
ـ نِعْمَ العَوْنُ أنتَ يا بُنَيّ على أمرِ الله.
أحكَمَ سيّدُنا إبراهيم الوَثاقَ على كَتِفَي إسماعيلَ.. كاَن إسماعيلُ مُستَسلِماً تَماماً لأمرِ الله.
أغمَضَ عَيْنَهِ.. سيّدُنا إبراهيمُ أمسَكَ بِجَبينِ ولدِه وحَناهُ إلى الأرض.
جَثا إسماعيلُ الفَتى بهدوءٍ. كانَ يُودِّعُ الحَياة، يُودّعُ أُمَّه وأباه... وضَعَ سيّدُنا إبراهيمُ السكِّين على عُنُقِ إسماعيل.. لحظةٌ واحدةٌ وينتهي كلُّ شيء.
ماذا حَصَل في تلك اللحظاتِ المُثيرة ؟! هل ذُبِح إسماعيل ؟ كلاّ.
سَمِع سَيّدُنا إبراهيمُ نِداءً سماويّاً... يأمرُه بذبحِ كَبْشٍ فِداءً لإسماعيل...
نَظَر سيّدُنا إبراهيمُ إلى جهةِ الصَّوت.. فرأى كَبْشاً سَميناً يَنزِلُ من فوقِ قمّةِ الجبل.. كانَ كبشاً أملَحَ لَه قُرون!
حَل سيّدُنا إبراهيمُ الوَثاقَ عن ابنهِ إسماعيل... ثَمّ قَدّمَ الكبشَ وذَبَحَهُ باسمِ الله، وقدّمه قرباناً إلى ربّنا الرحيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
وإنّ مِن شيعتِه لإَبراهيم * إذْ جاءَ ربَّه بقلبٍ سليمٍ * إذْ قال لأبيهِ وقومِه ماذا تَعبُدون * أئِفكاً آلهةً دونَ اللهِ تُريدون * فما ظنُّكم بربِّ العالمين * فنظَرَ نظرةً في النُّجوم * فقال إنّي سقيم * فتولَّوا عنه مُدْبِرين * فراغَ إلى آلهتِهم فقال ألا تأكلون * مالكم لا تَنطِقون * فراغَ عليهم ضَرْباً باليمين * فأقبلوا إليه يَزِفُّون * قال أتعبُدونَ ما تَنحِتون * واللهُ خلَقَكم وما تعملون * قالوا ابنُوا له بنياناً فألقُوه في الجحيم * فأرادوا به كيداً فجعَلْناهمُ الأسفلين * وقال إنّي ذاهبٌ إلى ربّي سَيَهدينِ * ربِّ هَبْ لي من الصّالحين * فبشّرناه بغلامٍ حليم * فلمّا بلَغَ معه السّعيَ قال يا بُنيّ إنّي أرى في المَنامِ أنّي أذبحُك فانظرْ ماذا ترى قال يا أبتِ أفعلْ ما تُؤمَرُ ستجدُني إن شاءَ اللهُ مِن الصّابرين * فلمّا أسلما وتَلَّهُ للجبين * وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدّقتَ الرّؤيا إنّا كذلك نجزي المُحسنين * إنّ هذا لَهُوَ البلاءُ المُبين * وفَدَيناه بِذِبحٍ عظيمٍ * وترَكْنا عليه في الآخِرين * سلامٌ على إبراهيم * كذلك نجزي المحسنين
ومن ذلك اليومِ أصبَحَ تقديمُ الأضاحي من مِناسِكَ الحجّ.
المسلمونَ في كلِّ مكانٍ يَذهبونَ لزيارةِ بيتِ الله... البيتِ الذي بناهُ إبراهيمُ وإسماعيلُ لعبادةِ الله.. يَطوفونَ حَولَهُ ويُمَجّدونَ اسمَهُ... ويَسْعَون بينَ الصَّفا والمَروَةِ كما سَعَت هاجَرُ مِن قَبلُ، ويُقدِّمونَ القَرابينَ كما قَدّم إبراهيمُ قُرباناً مِن قَبلُ... يَفعلونَ ذلكَ لأنّهم على دينِ إبراهيم، ودينُ سيّدِنا إبراهيمَ هو دينُ الإسلامِ الحنيف.
أختكم ريانة عبدالله