السادة والأخوةالمشاركين والمتصفحين الأفاضل...............
لقدْ أقبَلَ علينَا شهرٌ عظيمٌ مباركٌ, تفتحُ فيهِ أبوابُ الجنانِ, وتغلقُ فيهِ أبوابُ النِّيرانِ, وتُسلسَلُ فيهِ مردةُ الشَّياطينِ, وتضاعفُ فيهِ الحسناتُ, وتغفرُ فيهِ الزَّلاتُ, ويستجابُ فيهِ الدعاءُ, ويُعتقُ فيهِ العبادُ مِنَ النيرانِ, فرضَ اللهُ علينَا صيامَهُ, وسَنَّ لنَا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قيامَهُ, فمَنْ جمعَ بيْنَ الأمرينِ غُفِرَ لهُ مَا تقدَّمَ مِنْ ذنبِهِ, قالَ صلى الله عليه وسلم :«
إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَرَضَ صِيَامَ رَمَضَانَ عَلَيْكُمْ وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»
() وقدْ كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يبشِّرُ أصحابَهُ بقدومهِ لِمَا فيهِ مِنَ الفضائلِ العظيمةِ, ويعلِّمُهُمْ كيفَ يستقبلونَهُ قَالَ صلى الله عليه وسلم :«
أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ»
(.إخوتي في الله : إنَّ رمضانَ موسمٌ عظيمٌ, جعلَهُ اللهُ ميداناً يتنافسُ فيهِ المتنافسونَ لتهذيبِ نفوسِهِمْ وتزكيةِ قلوبِهِمْ, وشهراً كريماً يتقَرَّبُ فيهِ المتقرِّبونَ لنيلِ رضَا ربِّهِمْ والدَّرجاتِ الْعُلَى فِي الجنَّةِ, قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
:«
إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِى مُنَادٍ: يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ »
() فهذِهِ أيَّامُ الرَّحماتِ والبركاتِ قدْ أقبلَتْ, فأينَ المشمرونَ؟ وهذِهِ أيَّامُ تكفيرِ السَّيئاتِ ورَفْعِ الدَّرجاتِ وقبولِ الأعمالِ الصَّالحاتِ قدْ حلَّتْ, فأينَ المتنافسونَ؟ فيَا فوزَ مَنْ قدَّمَ بيْنَ يدَيْ هذَا الضَّيفِ العزيزِ توبةً صادقةً تُقَرِّبُ صاحبَهَا مِنْ رَبِّهِ, وتفتَحُ أمامَهُ بابَ رحمتِهِ ومحبَّتِهِ, قالَ جلَّ جلالُهُ :(
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (
() وإنَّ خيرَ مَا يُستقبلُ بهِ رمضانُ الدَّعاءُ, فقدْ كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذَا رأَى الهلالَ يدعُو ربَّهُ قائلاً :«
اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ»
()أيُّها الأخوة: علينَا جميعاً أنْ نبادِرَ إلَى اغتنامِِ كُلِّ لحظةِ مِنْ هذَا الشهرِ العظيمِ فِي طاعةِ اللهِ تعالَى وفِي التصدُّقِ والإنفاقِ، فقدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ....وليس شرطاً أن تُنفق الغالي والنفيس فكل شي خالص لوجه الله يكون لكه فيه أجر.. وإن كان تمرة أو صحن لبن أوشوربة أوعدس .. لنا فيها أجر....إذا طبخت فلاتنس جيرانك ..ولاتنس الأيتام والأرامل والمساكين... فوالله لاتنكسرميزانيتك لواشتريت لعائلة فقيرة 2كيلو تمر يُفطرون عليه.. ولن يطير راتبك لواشتريت علبة سمن أو طبلة حلاوة لعائلة فقيرة...ولن تندم لواشتريتَ كيس سكر أو رز أوعلبتين شاي لعائلة محتاجة...أخي المسلم :ألاتحب أن يجبرالله تعالى خاطرك فاجبرخاطرفقير...ألا تُحب أن يرضى عنك ربُك ففرّج كربة عن عائلة في هذه الأيام...ألاتتمنى أن يغفر الله لك ماتقدّم وماتأخر من ذنوبك..إذهب لبائع الخبز وانظر لأحوج عائلة تشتري لقمة خبزها بالدين واقضِ عنهم دينهم....أتريد مرافقة محمد صلى الله عليه وسلم بالجنة إكفل يتيم...أتحب أن تدخل الجنة بسلام وأمان أخبرزوجتك تنظرلك عن إمرأة من أكثرمن شهرين لم تطبخ لصغارها لحم ..لإمرأة حاملة تشتهي أكلة لاتستطيع أن تشتريها...هل تحب الله ؟؟إن كنتَ كذلك فيسّر على مُعسر أوفرّج كُربة مسلم أو إقض حاجة مسلم أو أدخل الفرح على عائلة فقيرة ..ألا تحب أن تكون من عتقاء الله في هذا الشهر؟؟ألا تحب أن تكون من المغفور لهم بهذا الشهر؟؟ألاتُحب أن تكون ممن يرضى عنهم المولى جلّ جلاله في هذا الشهر؟؟؟؟تصدّق تصدّق تصدّق
ياأهل الأموال!!ياأهل الرواتب!!!يأ أهل السيارات..قيّد نعمة الله التي عندك بالصدقة والإنفاق..ولاتنس أننا كل شهرنودّع شاباً في زهرة شبابه..تركوا كل شي ورحلووووإلى اللــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه...غدوا إلى ماقدموا فقدّم لنفسك قبل أن ترحل من دون زوادة ...من دون زاد..من دون عمل يؤهلك لدخول الجنة...من أدرانا قديُنعى عليك فبل حلول رمضان فبادر ياعزيزي وأنا لك من الناصحين
،فاللهمَّ أهِلَّ علينَا شهرَ رمضانَ بالأمنِ والأمانِ والعافيةِ ورفْعِ الأسقامِ، وتقبَّلْ منَّا الصيامَ والقيامَ.