بقلم تلميذه الأستاذ المحقق الشيخ: محمد عوامة
الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومّنْ والاه . أما بعد : فإنَّ من سنة الله عز وجل في عباده المسلمين أن يكرمهم على الدوام بعلماء عاملين ، همُّهم في هذه الحياة أن يملؤوها بالخير لأنفسهم ، وللأمة من ورائهم ، وكان منهم ـ ولا نزكي على الله أحداً ـ شيخنا العلامة الرَّباني الشيخ عبد الله سراج الدين الذي أكرمني الله بصحبته خمسين عاماً .ولد الشيخ الأجل عام 1924م بمدينة حلب ، ووالده العلامة الحجة الشيخ محمد نجيب سراج الدين ، ودخل طلب العلم وهو في الثالثة عشرة من عمره، بعد أن حفظ القرآن الكريم ، وفي أثناء ذلك كان توجه إلى حفظ الحديث الشريف ، وبعد أن أنهى الدراسة الرسمية توجَّه بكليته إلى ذلك ، فحفظ كتاب : " تيسير الوصول " بألفاظه ورواته واختلاف رواياته ، وكانت له مذاكرة يوميه له ، كما يذاكر حفظه للقرآن الكريم . وفي صيف 1959م ألُغيت المدرسة الشعبانية التي كانت تُخرِّج الأئمة والخطباء والوعاظ الدينيين ، فقام الشيخ بأعباء ذلك ، فأسَّس " جمعية التعليم الشرعي " التي انبثق عنها : مدرسة التعليم الشرعي ، وفيها : المرحلة الإعدادية والثانوية ، ثم المرحلة الجامعية المرتبطة بالجامعة الأزهرية ، ثم معهد حفظ القرآن الكريم بقراءاته العشر . وقد تخرَّج عن المراكز مئات من طلاب العلم احتلوا مراكزهم المناسبة في محاريب حلب وقراها ومنابرها ، وفي كثير من مدن السعودية ودول الخليج ، فأحيا الله به العلم والعمل في مدينة حلب . وكانت دروسه في مساجد حلب الكبرى ، دروس علم وتوجيه وترقية وتزكية مدعَّمة بالكتاب والسنة ، وهدي السلف الصالح ، وكان في مستواها العلمي تعدل المستوى الجامعي العريق ، الذي يحضره طلابه بروح متعشِّقة للعلم والهدي السلفي الصالح ، متمثلاً في شخص أستاذها ومربيها . ولم يقف عطاء الشيخ رحمه الله عند تأسيس الجمعية وفروعها ، ولا عند الدروس العامة التي كان يحضرها الآلاف ـ لا سيما في المرحلة الأخيرة ـ بل شارك في الإنتاج العلمي الواسع ، فقد انتقل الشيخ عن نحو ثلاثين مؤلفاً جلُّها في شرح أركان الإسلام : الصلاة ، والصيام ، والحج ، وفي التفسير الموضوعي : هدي القرآن إلى الحجة والبرهان ، وهدي القرآن إلى معرفة العوالم والتفكُّر في الأكوان ، وفي تفسير جملة من سور القرآن الكريم : الفاتحة ، الحجرات ، الملك ، ق ، الكوثر ، الدهر ... كل سورة في مجلد .. وله: تلاوة القرآن المجيد، والتقرُّب إلى الله تعالى ، و " سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: شمائله الحميدة، خصاله المجيدة "، و " صعود الأقوال ورفع الأعمال " في تفسير قوله تعالى: "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ". وله شرح منهجي مدرسي مبَّسط على المنظومة البيقونيه في 225 صفحة .وله غير ذلك من الكتب التي يحرص المسلم على العمل بها، والتربية الإسلامية الصالحة.وكان يحكي عن والده رحمه الله ـ وهو لسان حاله أيضاً ـ أنه كان يقول لأصحابه في مجالسه الخاصَّة مع العلماء: لا تقبلوا مني شيئاً إلا بشاهدي عدل من الكتاب والسنة.وكان هو كذلك ، فما كنا نسمع منه شيئاً إلا ويأتينا على ما يقول بشاهدين عدلين من الكتاب الكريم والسنة المطهَّرة ، وذلك في دقائق العلم والتوحيد .توفي رحمه الله تعالى بعد عصر يوم الاثنين 20/ ذي الحجة في مدينة حلب وشيع في موكب كبير ، ودفن يوم الثلاثاء 21/ذي الحجة 1422 في المقبرة المجاورة للمدرسة الشعبانية رحمه الله تعالى ، وتغمده برضوانه ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . كتبه :
محمد محمد عوامة
25/12/1422
ومع هذا فإنّ الشيخ عبدالله سراج الدين رحمه الله تعالى كان ـ لا يرى أنَّ ما يتكلم به يصلح أن يسمى تفسيراً لكتاب الله عز وجل، فشأن تفسير كتاب الله أجلُّ عنده من هذا، كما هو واضح من كتبه التي طبعها وتكلم فيها عن سورة الفاتحة، والحجرات ، وق، وغيرها مما يتلوها، فإنه سمى كلاً منها: حول تفسير سورة كذا، وما رضي أن يسمي كتابه: تفسير سورة كذا". انتهى.
توفي إلى رحمة الله تعالى عشاء الإثنين 20من ذي الحجة من عام 1422هـ .من تلميذه :
محمد عوامة
وللفائدة فهذه مجموعة من كتبه رحمه الله رحمة واسعة
ـ كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . 2ـالتقرب إلى الله تعالى. 3ـالإيمان بعوالم الآخرة ومواقفها. 4ـ الدعاء 5ـ صعود الأقوال ورفع الأعمال إلى الكبير المتعال ذي العزة والجلال. 6ـ شهادة أن لا إله إلا الله، سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. 7ـ الصلاة في الإسلام. 8ـ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. 9ـ تلاوة القرآن المجيد. 10ـ هدي القرآن الكريم إلى الحجة والبرهان .11ـ هدي القرآن الكريم إلى معرفة العوالم والتفكير في الأكوان.12ـ حول تفسير سورة الفاتحة. 13ـ حول تفسير سورة الحجرات. 14ـ حول تفسير سورة ق. 15ـ حول تفسير سورة الكوثر. 16ـ حول تفسير سورة الإخلاص والمعوذتين. 17ـ شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث.