ولمن لايعرف من هو الحافظ إبن كثير أسوق له بعض ما قاله بعض أعلام الأمة عنه...حتى نعرف قدر الكتاب من خلال قدر وعلم ومعرفة صاحبه
قال أبو البركات خير الدين الآلوسي :
الحافظ الكبير عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير البصري ثم الدمشقي الفقيه الشافعي ولد سنة سبعمائة وقدم دمشق مع أخيه وله سبع سنين وألف في صغره (( أحكام التنبيه )) وكان كثير الاستحضار قليل النسيان جداً .
قال الذهبي : هو الإمام المحدث البارع ووصفه بحفظ المتون وأطنب في ترجمته .
قال ابن حبيب : سمع وجمع وصنف وأطرب الأسماع بالفتاوى وشنف وحدث وأفاد وطارت أوراق فتاويه إلى البلاد واشتهر بالضبط والتحرير ، وانتهت إليه رياسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير ومن تصانيفه : التاريخ المسمى (( بالبداية والنهاية )) وكتاب في جمع المسانيد العشرة وطبقات الشافعية وسيرة وشرح قطعة من البخاري وغير ذلك وقد أخذ عن جماعة أجلهم الشيخ ابن تيمية وقد أكثر عنه وتلامذته كثيرة منهم : العلامة ابن حجر العسقلاني .
وقال فيه : أحفظ من أدركناه لمتون الحديث وأعرفهم بجرحها وما أعرف أني اجتمعت به على كثرة ترددي غليه إلا واستفدت منه .
وقال ابن قاضي شبهة : كانت له خصوصية بالشيخ ابن تيمية ومناصفة منه واتباع له في كثير من آرائه وكان يفتي برأيه في مسألة الطلاق ، وامتحن بسبب ذلك وأوذي وتوفي في شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة ودفن بمقبرة الصوفية عند شيخه تقي الدين - رحمهما الله تعالى .
==========
اللهم ارحم أئمة الهدى وارزقنا النهل من عينهم الثرة
ولا تحرمنا فهما كفهمهم وزهدا كزهدهم ... آمين
بارك الله فيك شيخ ونفع بكَ