حقق لاعب التنس الأرجنتيني خوان مارتين دل بوترو مفاجأة هزت عرش اللعبة البيضاء وذلك بعد أن توج بلقب بطولة أمريكا المفتوحة للتنس أمس الاثنين عقب فوزه على السويسري روجيه فيدرر المصنف الأول عالميا والمدافع عن اللقب للعام السادس على التوالي 3/6 و7/6 (7/5) و4/6 و7/6 (7/4) و6/2 .

وفي أول مباراة نهائية يخوضها في إحدى البطولات الأربع الكبرى "جراند سلام" تمكن دل بوترو المصنف السادس عالميا من تعويض تأخره في نتيجة المجموعات مرتين خلال اللقاء الذي استغرق أربع ساعات وست دقائق ، ليحبط مساعي منافسه في الفوز بلقب البطولة الأمريكية للعام السادس على التوالي ، وبالتالي رفع عدد ألقابه في بطولات الجراند سلام إلى 16 لقبا.

وبالاعتماد على قوة يمناه ولياقته الذهنية الممتازة ، تحول دل بوترو إلى ثالث أرجنتيني يتوج على ملاعب فلاشينج ميدوز الأمريكية بعد اللاعب جييرمو فيلاس عام 1977 واللاعبة جابرييلا ساباتيني عام 1990 .

وقال دل بوترو ، الذي سيحتل اعتبارا من اليوم المركز الخامس عالميا ، قبل قليل من رفع كأس البطولة التي حصل معها على شيك بقيمة 850ر1 مليون دولار : "دائما كان حلمي اللعب على هذا الملعب والفوز بهذه البطولة. سيبقى هذا اليوم في ذاكرتي ، ولا أعتقد أن هناك داعيا لشرح السبب".

بدوره قدم فيدرر التهنئة لخليفته في رفع الكأس "لقد لعب مباراة رائعة. كنت اود الفوز لكن حسنا ، لقد حققت 40 انتصارا متواليا (في البطولة). أشكر دعم كل هذه الجماهير".

ولم يكن اللاعب السويسري قد خسر في البطولة منذ عام 2003 ، وكان يخوض الاثنين المباراة النهائية رقم 21 له في بطولات الجراند سلام.

واعترف دل بوترو قبل خروجه من الملعب الذي كان مكتظا بنحو 24 ألف متفرج أنه كان "عصبيا بعض الشئ"، في الوقت الذي بدت فيه الثقة على تصريحات فيدرر قبل المباراة حيث قال عن قلة خبرة منافسه "إنه أمر جيد بالنسبة لي ، لكنه قد يكون خطيرا".

وبالفعل استغل المصنف الأول عالميا هذا العامل وكسر إرسال منافسه مبكرا ليتقدم 2/ صفر ، بعد أن لاحت له خمس فرص لكسر الإرسال ، أي إجمالي ما أتيح للأسباني رافاييل نادال أمام اللاعب الأرجنتيني خلال لقائهما في الدور قبل النهائي للبطولة.

واعتمد النجم السويسري على خطة واضحة لإنهاء المجموعة الأولى في 40 دقيقة ، بسحب دل بوترو دائما إلى الشبكة مستغلا ما كان غالبا نقطة الضعف الوحيدة للأرجنتيني.

في الوقت نفسه ، افتقد فيدرر فعالية إرساله الأول ، حيث بلغت نسبة توفيقه فيه 41 في المئة فحسب ، فيما بدت على دل بوترو قلة الحيلة خاصة بعد أن كسر السويسري إرساله في الشوط الأول للمجموعة الثانية.

بيد أن دل بوترو عاد إلى المباراة بقوة ، حيث تخلص من الأداء العصبي وبدأ يضبط كرات يده اليمنى ، في الوقت الذي بدأ فيه أداء فيدرر يميل إلى الاستعراض والثقة الزائدة.

ورغم خسارته للمجموعة الأولى وتأخره في الثانية بكسر في الإرسال ، تمكن الأرجنتيني الشاب من تعويض الكسر والتعادل 5/5 ، قبل أن يؤكد رباطة جأشه في شوط كسر التعادل أمام أحد المتخصصين في حسمه ، ولاحت له ثلاث فرص لإنهاء المجموعة استثمر الأخيرة منها لمعادلة النتيجة.

انعكست النتيجة على ملامح فيدرر التي أوضحت على الأقل أنه لو فاز ، فسيكون بشق الأنفس. واشتم دل بوترو لحظته فكسر إرسال منافسه ليتقدم 4/3 ، قبل أن يرد فيدرر الكسر على الفور.

فقد فيدرر رزانته وهدوءه الشهيرين ، عندما اعترض على مطالبة الأرجنتيني بالتحقق من إحدى الكرات عن طريق خاصية "عين الصقر" ، وسمع الجميع السويسري وهو يعنف حكم اللقاء بقوله "إن ذلك خارج اللوائح"، في إشارة إلى قيام المصنف السادس بطلبه بعد وقت طويل من اللعبة المشكوك بصحتها. إلا أن فيدرر حول غضبه إلى طاقة منتجة ليكسر إرسال دل بوترو للمرة الثانية وينهي المجموعة 6/4 .

وفي المجموعة الرابعة أهدر فيدرر الكثير من الفرص لكسر إرسال منافسه ، في الوقت الذي انتهز فيه دل بوترو الفرصة التي لاحت إليه ليتقدم 3/2 وعاد السويسري ورد الكسر ليتعادلا 4/4 ، قبل أن يبقى على بعد نقطتين من حسم المجموعة واللقاء إلا أن الأرجنتيني واجه الضغوط بشجاعة وتعادل مجددا 5/5 .

وتمكن دل بوترو من الاعتماد على إرساله لحسم شوط آخر لكسر التعادل ، قبل أن يظهر وجه آخر لصاحب أكبر عدد من ألقاب الجراند سلام ، حيث بدا فيدرر واهن القوى في المجموعة الخامسة وخسر أول إرسال له في شوطها الثاني ، وفي ثالث فرصة لمنافسه للفوز بالمباراة خرجت كرته خارج الملعب ليسقط دل بوترو على ظهره على أرض الملعب باكيا من فرحته بأول ألقابه الكبرى.

وصنع دل بوترو بحق تاريخا بأعوامه العشرين أمام من يستحق لقب اللاعب الأفضل في تاريخ التنس على مر التاريخ.

وقال اللاعب بعد المباراة "لقد حولت الحلم إلى حقيقة بالفوز ببطولتي المفضلة. لا أستطيع استيعاب شئ إلى الآن. عندما وصلت إلى الغرف وجدت صورتي واسمي بين الأبطال... لا يمكنني وصف شعوري لكنني أكثر من سعيد".

وأضاف "إنها أفضل لحظات حياتي. في الملعب بدا لي غريبا أن أكون أنا الفائز وليس روجيه ، لكنه (فيدرر) قال لي : استمتع فأنت تستحق ذلك".

أما فيدرر الحائز على 15 لقبا في البطولات الكبرى (رقم قياسي) فاعترف بأنه لا يستطيع "الفوز بكل البطولات".

وقال المصنف الأول عالميا "خمسة ألقاب كانت رائعة ، وحتى لو أربعة. اللقب السادس كان سيصبح حلما ، لكنني لا أستطيع الفوز بكل البطولات. كان هذا الصيف رائعا بالنسبة لي ، سلسلة من الانتصارات. لم ينتابني الكثير من الإحباط ، لأنني لعبت بطولة أخرى بشكل ممتاز ، لاحت لي فرص الفوز لكنني لم أستغلها لسوء الحظ ، لكن دل بوترو لعب بشكل ممتاز وكان الأفضل بيننا".

كما أعرب فيلاس عن سعادته بدل بوترو الذي كرر إنجازه بالفوز بالبطولة الأمريكية بعد مرور 32 عاما على لقبه "لقد أثبت دون شك أنه بطل عملاق... لم ينتبه الكثيرون لذلك قبل المباراة. بدا أن فيدرر سيتحكم بكل شئ. لقد رأيت ما فعله دل بوترو طيلة اللقاء وبدا لي رائعا تحقيقه الفوز في هذه السن المبكرة".