رغم وجود العديد من النجوم المتألقين في الدوري الأسباني لكرة القدم احتكر ثلاثة فقط منهم الأضواء وعناوين الأخبار خلال الموسم الجديد وهم الأرجنتيني ليونيل ميسي والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش والبرتغالي كريستيانو رونالدو.
ووضع ميسي حالة الإخفاق والاحباط التي يعاني منها المنتخب الأرجنتيني في الفترة الحالية جانبا وقدم عددا من العروض الرائعة والمبهرة مع برشلونة.
ويتقاسم ميسي مع رونالدو نجم ريال مدريد وديفيد فيا مهاجم بلنسية صدارة قائمة هدافي المسابقة هذا الموسم برصيد خمسة أهداف لكل منهم حتى الآن.
كما استهل إبراهيموفيتش مسيرته مع برشلونة بشكل رائع هذا الموسم وسجل هدفا في كل من المباريات الأربع التي خاضها مع الفريق هذا الموسم في الدوري الأسباني ليدفع جماهير الفريق إلى نسيان مهاجمها السابق الكاميروني صامويل إيتو.
وقدم رونالدو مع ريال مدريد بداية أفضل من إبراهيموفيتش بل عن بداية رونالدو مع ريال مدريد هذا الموسم كانت أفضل مما تمنى مشجعو ريال مدريد المتحمسين.
وسجل الجناح البرتغالى سبعة أهداف في المباريات الخمس الرسمية التي خاضها مع الفريق في الموسم الحالي حيث أحرز هدفين في شباك فريق زيوريخ السويسري خلال مباراة الفريقين بدوري أبطال أوروبا.
وبدأ اللاعب بالفعل في تقديم المبرر للمبلغ القياسي الذي دفعه ريال مدريد لضمه من مانشستر يونايتد الإنجليزي وبلغ 94 مليون يورو (02ر139 مليون دولار).
ورغم ذلك يوجد نجم رائع في البطولة يجب بالتأكيد ألا يغفل أحد عن وجوده لأن بإمكانه أن يصبح على نفس القدر من أهمية النجوم الثلاثة الآخرين في هذا الموسم وهو البرازيلي كاكا صانع ألعاب ريال مدريد. وتوارى بريق كاكا نسبيا خلف تألق رونالدو في صفوف ريال مدريد.
وأنفق فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد على شراء رونالدو أكثر مما أنفقه لضم كاكا كما اجتذب التقديم الرسمي لرونالدو عددا من الجماهير أكثر مما اجتذب التقديم الرسمي لكاكا في استاد "سانتياجو برنابيو" معقل ريال مدريد ثم نجح رونالدو في الاستحواذ على جميع عناوين الصحف ووسائل الإعلام في بداية الموسم الحالي.
ولا يزعج ذلك النجم البرازيلي كاكا كثيرا لأنه اتسم دائما بالتواضع ولم يهتم أبدا بوجود صورته على أغلفة مجلات الموضة أو قضاء ليلة ساخنة مع باريس هيلتون.
ويشعر كاكا بالسعادة لأنه قدم بداية جيدة مع فريقه الجديد هذا الموسم بالإضافة لاستقراره في هدوء مع عائلته في العاصمة الأسبانية مدريد.
ويربط كاكا بين خطي الوسط والهجوم في فريق ريال مدريد ونجح في ذلك بشكل رائع كما أصبح محور الإرتكاز في فريق ريال مدريد تحت قيادة المدير الفني مانويل بيليجريني ليكون اللاعب الذي يبحث عنه باقي لاعبي الفريق.
وسجل كاكا مساء أمس الأربعاء أول أهدافه مع ريال مدريد وذلك عن طريق ضربة جزاء ليقود الفريق للفوز 2/صفر على مضيفه فياريال.
وأوضح بيليجريني بعد ذلك أنه سمح لرونالدو وكاكا بأن يقررا فيما بينهما من سيسدد الضربة.
وظل كاكا على تواضعه المعتاد بعد المباراة. وقال "أشعر بالسعادة لتحقيق الفوز.. ولكن يمكننا تحسين مستوانا. اللعب بالطريقة التي نريدها يحتاج لبعض الوقت. ولكننا على الطريق الصحيح".
وأضاف "أشعر بالسعادة لأنني سجلت أول أهدافي (مع ريال مدريد)... ولكن الشيء الأساسي أن الفريق حقق الفوز".
ولا يعد كاكا (ريكاردو إيزكسون دوس سانتوس ليتي) لاعب كرة قدم برازيلي نموذجي فقد نشأ في عائلة متوسطة المستوى بعيدا عن الطبقة المعدمة التي يخرج منها معظم لاعبي كرة القدم بالبرازيل.
وتعرض كاكا لإصابة في الظهر عندما كان في الثامنة عشر من عمره بسبب حادث مروع بأحد أحواض السباحة وكادت هذه الإصابة تهدد مسيرته الكروية.
وينسب كتاكا تعافيه التام من هذه الإصابة إلى العناية الإلهية كما يتميز كاكا وزوجته كارولين بأنهما من الأعضاء النشطين في كنيسة "انبعاث المسيح" الإنجيلية.
كما أصبح كاكا /27 عاما/ عضوا بارزا في منظمة "رياضيو المسيح". ويقوم كاكا بأعمال خيرية وإنسانية عديدة في المدن البرازيلية الفقيرة كما اختير من قبل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كأحد السفراء العالميين للمنظمة.
ويرى كاكا أن أهدافه هذا الموسم تتركز في مساعدة ريال مدريد على إنهاء هيمنة منافسه التقليدي العنيد برشلونة على الساحتين المحلية والأوروبية وأن يقود المنتخب البرازيلي للفوز في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.