لم يزل الحبّ ُ منذ ُ فطر الله الانسان ملهماً للدقائق العجيبة ، باعثاً على الاشفاق على من تعلّق به القلبُ وأحبته النفس
وهذا كان شأن أبي بكر الصديق مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة الهجرة النبوية
ليلة ٌ كان يقول عنها عمربن الخطاب رضي الله عنه والذي نفسي بيده لتلك الليلة خيرٌ من عمر وآل عمر
فماهي هذه الليلة تعالوا لنسمعها من رائد السير وإمام المؤرخين الحافظ إبن كثير رحمه الله
يقول في البداية والنهاية نقلاً عن البيهقي خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة انطلق إلة الغار ومعه أبو بكر فجعل _ أي أبوبكر_ يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه حتى فطنَ
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " يا أبا بكرٍ مالك تمشي ساعة بين يديّ وساعة خلفي " فقال : يا رسول الله :أذكر الطلب فأمشي خلفك ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك.. فقال : يا أبا بكرٍ لو كان شيء لأحببتَ أن يكون بك دوني؟ " قال نعم والذي بعثك بالحق
فلما انتهيا إلى الغار قال أبوبكر : مكانك يارسول الله حتى أستبريء لك الغار
فدخل فأستبرأه حتى إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبريء الحجرة فقال : مكانك يارسول الله حتى أستبريء فدخل فأستبرأ ثم قال : انزل يا رسول الله
وذكر صاحب كتاب الرحيق المختوم صفي الدين المباركفوري في صفحة 147
أنّ أبا بكرقال
لرسول الله صلى الله عليه وسلم : والله لا تدخله حتى أدخله قبلك، فإن كان فيه شيء أصابني دونك ،فدخل فكسحه ووجد في جانبه ثقباً فشق ّ إزاره وسدّه به وبقي منها اثنان فألقهمهما رجليه ثم دخل الرسول
صلى الله عليه وسلم ووضع رأسه في حجر أبي بكر ونام فلذغ أبو بكر في رجله من الحجر ولم يتحرك مخافة أن ينتبه رسول الله فسقطت دموعه على وجه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال : مالك يا أبا بكر؟ قال لذغت ُ فداك أبي وأمي
فتفل
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب ما يجده
راجع مشكاة المصابيح والبداية والنهاية مجلد 4 صفحة 192 والرحيق المختوم صفحة 147 وكتاب السيرة النبوية للندوي