ترتاح لرؤياه ويأتيك الإلهام من صموده ويعتريك حنين عميق ترتجف له مخيلتك.

ومن منا ينكر معرفته بهذا القديم الذي قد أصبح عند البعض مكب للأغراض المستعملة بعد وفاة الكَبيرَين.

هذا الذي خرّج عمي وعمك خالي وخالك أبي وأبيك أخي وأخيك أنا وأنت.

عند رؤيتك إياه من الخارج عند بعد قلقلاً تشتاق لدخوله فتجد فيه حنين الجدين ومعاناتهما في الحياة وقسوة حياة الوالدين ,فجدرانه تحكي لك قصص الماضي .

ولو قارناه في المدينة لوجدنا البيت العربي بجبروته وجماله (من حيث معناه في نفسك وقيمته في قلبك).

ونحن نعرف مدى حب الأهل لبيت الآباء وحنينهم إليه(وأنا وانتم تعرفون انه لو كان في دول الغرب لأصبح مدرسة للأجيال القادمة في كل مايحتويه ولكبروا صوره في الطرقات ولأصبح متحف قبلة الفنانين) فهو منبع الاخلاق وصورة إلى أقرب ما تكون لعزة الماضي وأنشودة الحاضر.

فهو على ما اعتقد مدرسة التطريز والخياطة والنسيج والفنون الأولى في القرية.

أما منسوجاته فعريقة والى الآن تستخدم منها(وجه مخده ,برداية شباك,برادي موجهه ....)(نقّال ,جمام,قفة..)

أما تطريزه فأغلبها دينية وهي(الله محمد , آية الكرسي,صورة الفاتحة ...........)

ومما يزيد معزته في قلبك هو رفوفه إما الطينيه أو الخشبية الموضوع فوقها الأواني النحاسية والبلورية المزخرفة القديمة.

هل تعرف الخابيه:إنها وعاء يعبئ فيه الماء وهو مصنوع غالباً من الفخار أو من الإسمنت المطلي من الداخل لحفظ الماء فهو بارد في الصيف ودافئ في الشتاء(الماء) يعطي منظراً رائعاً في البيت وهي غالباً أسطوانية الشكل ذات إنتفاخ من الوسط .



و ماهو الليوان :وهو مكان في بيت الغمس في إحدى جهاته من أصل المنزل يتكون من عدة رفوف كان يوضع فيه الطعام والمؤن ويغطى بساتر مزخرف مصنوع يدويا محلياً .



أما المخرز:فهو أداة يستعمل في نسيج (الجمام , والنقال ووالقفه).

فمن المعلوم أن جدران بيت الغمس من جهاته الأربعة تزيد سماكتها عن المتر ناهيك عن السقف الواسع المقوس دون وجود أعمدة في وسط البيت رغم سماكة سقفه وعلوه ووزنه ومن مظاهر بيت الغمس أيضاً وجود الدرابية(التدريبة)وهو مكان في المنزل مرتفع قليلا قد يصل الى المتر مفروش بفرش منزلي قديم وجميل وبجواره شباك يطل على الطريق ,والباب المقوس الخشبي المسنود من الداخل بقضبان حديد(جنكل) لتثبيت صرعة واحدة أما الاخرى مثبتة بالاولى عن طريق (الزاقوق) رغم وجود القفل المركزي حيث يبلغ وزن مفتاح الباب حوالي 250غ وغالبا مصنوع من النحاس.

معلومة :كان يشترك في بنائه أهل القرية جميعها (لايتجاوز عدد العائلات آنذاك العشر عائلات أو أكثر)

وكانوا يبقون في بنائه عشرات الايام وأحيانا شهور ,فأهل القرية يحب بعضهم بعضاً ودليل ذلك أن البيوت القديمة كانت ملتصقة بعضها ببعض على شكل صف واحد أخذت فيما بعد أسم الحارة.

((((أما في أيامنا فالأخ لايجاوز لأخيه أن يسند حائط منزله على جدار داره))))

أما في حوش الدار فكان يوجد مكان للأغنام والماعز (الطية)

ولاننسى (الصيرة )الصغيرة المحاطة بجدران طينية مرتفعة لمنع الماعز من النزول إليها.

لقد كانت الحياة بسيطة لا تتعدى تأمين لقمة العيش بكرامة فأين نحن من ذاك والله أتمنى أن يعود الزمان وأعيش كما عاش جدي وجدتي .

((قد تكون بعض الكلمات صعبة لأنني لم أجد لها تفسيراً آخر ولكنني متأكد أن الجميع إن شاء الله يعرفها))

لم أستطع الآن تأمين صور ماذكر أعلاه ولكني أعدكم إنشاء الله أن أأمنها قريباً.

هذا غيض من فيض .. وإذا تذكرت شيئاً جد يداً فإني سأضيفه لاحقاً ...

تحياتي لجميع أعضاء المنتدى الغالي.

بارك الله بك أخ وسام على هذا السرد الجميل والذي جعلنا نعيش زمن الآباء والأجداد ونلملم بعض ذكرياتنا عن هذا البيت الطيني الجميل ولكن نسيت أخ وسام ذكر موقد النار(الدفيّة) حيث كانت السهرات الشتوية تعقد على حوافها كما نسيت ذكر بيوت الحمام التي كانت من اساسيات بيت الطين القديم (الغمس)
وهذه بعض الصور لهذه البيوت

فعلا عند دخول بيت الغمس تحس بحنين وان لم يسبق لك العيش فيه

مشكووور اخي وسام على هذا الطرح الرائع

شكرا لك وسام على هذا النسج اللغوي المعبر
وكل ما تصفه عن البيت قد لايكفي غير ان من يملك المشاعر وحب الانتماء لا بد ان يذكر هذا البيت الذي حوى ذكريات الطفوله وذكريات الشباب ومن اللؤم بمكان ان ينسى الانسان بيت عاش فيه ايام طفولته كما لا ينسى السنونو عشه فان نسي من عمروه كيف عمروه فلا ننسى يوما بيتا حنا باركانه علينا كأم رؤؤم
فشكرا لك لتذكارك هذا البيت وانه لمروءه منك

الله يعطيكم العافية على هالموضوع
ويسلم هالديات للاستاذ عمر على الصور الجميلة لان كل شيء في القرية ألو نكهة خاصة
شكرا ياشباب