اسمحوا لي إخوتي بهذه المداخلة البسيطة وقد تشجعت للكتابة وإبداء الرأي مما رأيته من بعض الردود الطيبة
لعل الكذب من الأخلاق المشينة التي نهانا عنها الدين الإسلامي الحنيف ، فهو من الصفات المذمومة في كل زمان ومكان والكذب أصل كل رذيلة ٍ وكل وهنٍ ، فالكاذب صاحب شخصية رخيصةٍ يستسهل كل صعبٍ ويجد الحلول لأصعب المشاكل بل وأتهفها بكلام يختلقه لينقذ نفسه من كل حَرح وقصور عقلٍ اعتلاه أو مرض نفسي أصابه وألقاه في حبال من الكذب والكذبة تجرُّ من بعدها أكاذيب ، و الكاذب هو من استخف بعقول الناس ومشاعرهم فيحيط نفسه بخيالات ورسوماتٍ ليس لها أساس من الصحة ولا تمس واقعه بشيءٍ
ومن أبشع أنواع الكذب هو الكذب على النفس ولعل الغاية هي الوصول إلا الكمال ،والكمال لا يكون إلا لله الواحد الأحد
ومهما بالغ الإنسان في كذبه لن يستطيع أن يصل إلى ذاك الكمال الذي ادعاه وأمل أن تُرى به نفسه ، والكذب على النفس هو إعطاؤها ما ينقصها وإلحاق الفضيلة بها علماً أن ذات الإنسان الكاذب تكذِّبه ويبقى يدعي الكبرياء والعظمة والكمال والنزاهة والتَّرفع
وقيل الكثير الكثير وخير ما قيل " مادح نفسه كذاب لا يٌصدق ولا يٌعتمد عليه " فإطراء النفس وتبجيلها من مظاهر الكذب على النفس وادعاء الفضيلة والمباهاة بها من تلك المظاهر ويبقى أن يتخيل ذاك الذي يدعي الكذب على نفسه يرزح تحت ذاك الجهاز الذي ما اخُترع إلا لغاية كشف الكذب والخداع وأزالة ذاك القناع المزيف الذي ارتداه متجاهلاً الآخرين وقوة بصيرتهم ، فهو أعمى البصيرة لا ينظر إلا من منظور ضيق هشٍّ ، لوقف صامتاً هائماً معترفاً بأنه انكب على الكذب حتى وصل إلى أن يكذب على نفسه من نفسه ، ومن يكذب على نفسه يُكذب الآخرين فلا هو صادقٌ ولا مصدقٌ ولو رأى يقين الحقيقة أمامه
وكل هذا ضعف بالإيمان ، وقلة حيلة ، ومن عظيم المنكرات
وهذه النفس تحتاج إلى رجوع إلى الله وصدقِ إيمانٍ ، فالدنيا فيها من الصدق والجمال الكثير ومن الكذب والقُبح الكثير وما علينا إلا أن نزرع الصدق والطيبة في نفوسنا أولاً لنحظى بنظرة صادقة لما يدور حولنا
وجُزيت خيراً أخي سمير على التطرق لمثل هذه الظاهرة التي نراها ونعلمها يقيناً بأناسٍ معنا يعيشون ويتعايشون
والشكر والامتنان موصول للأخ علوان على هذا الإيضاح والأقناع والبيان ، وللأخ عمر على الردود الطيبة
أبعدنا الله وإياكم عن أولئك الذين يقولون مالا يفعلون ، وشفى الله القلوب من أسقامها وأوهامها وفراغها وأبعدنا الله عن كل ما يُدنس النفس الإنسانية التي كرمها الله عز وجل بنور الهدي والهداية
ودمتم في حفظ الله ورعايته
أختكم ريانة عبد الله