الحمد لله الذي جعلنا من خير أمةٍ أخرجت للناس والذي جعل الدين النصيحة، واختار له أهل الأقوال المليحة والألسنة الفصيحة، والصلاة والسلام على خير آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر سيدنا محمد الذي أيّده الله بالآيات الصريحة، والسنة الصحيحة، وعلى آله وصحبه ومن سار على طريقه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا .. أما بعد:
عن حُذيفة رضي الله عنه مرفوعاً: « والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم » [متفق عليه].
ثبت في مسند الإمام أحمد قول النبي: "إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده"، وفي هذا أحاديث كثيرة يشد بعضها بعضاً، نسأل الله السلامة.
فالواجب على المسلمين أن يتآمروا بالمعروف، وأن يتناهوا عن المنكر، كل واحد ينكر المنكر ما استطاع " بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان "...
موضوعنا وحملتنا عن :
** الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر **
فإلى كل مسلم ومسلمة إلى الاخوة الاعضاء، إلى الاخوات في هذا المنتدى ، إلى كل غيور و غيورة على الدين، إلى كل من ينتمي إلى هذه الأمة ، فإن من عوامل الحفظ للإنسان والحفظ للأمم والشعوب وحمايتها من الهلاك القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد قدمه الله تعالى على الإيمان في قوله تعالى: {
كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعُروفِ وَتَنهوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ } [آل عمران:110]
أيها الأحبة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر قدمه الله عزّ وجلّ في سورة التوبة على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فقال تعالى: {
والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم } .
وفي هذا التقديم إيضاح لعظم شأن هذا الواجب وبيان لأهميته في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب. وبتحقيقه والقيام به تصلح الأمة ويكثر فيها الخير ويضمحل الشر ويقل المنكر. وبإضاعته تكون العواقب والوخيمة والكوارث العظيمة والشرور الكثيرة، وتتفرق الأمة وتقسو القلوب أو تموت، وتظهر الرذائل وتنتشر، ويظهر صوت الباطل، ويفشو المنكر.
ياأيها الأحبة إن كنتم تريدون أن تكونوا من خير الناس للناس، ومن خير أمة أخرجت للناس، فعليكم بتحقيق شرط الخيرية ألا وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنني لأعلم أنه يوجد في قلب كل غيور على هذا الدين من الحُرقة والألم لما يحصل من تقصير في أوامر الله وانتهاك لمحارم الله ولكن هذا مصداق قوله تعالى: {
وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } [ يوسف:103].
ياأيها الأحبة ما الدور الذي يجب أن نقوم به مع وجود هذا التقصير وهذا النقص؟ والأهم منهما أن لا نتعرض لوعيد النبي بقوله: «
والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، فتدعونه فلا يستجيب لكم » [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].
فكيف الخروج يا أخوة الاسلام من هذا الوعيد الشديد؟... إنه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
*قال العلامة الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله: (
فلو قُدِّر أن رجلاً يصوم النهار ويقوم الليل ويزهد في الدنيا كلها، وهو مع هذا لا يغضب الله، ولا يتمعَّر وجهه، ولا يحمر، فلا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر، فهذا الرجل من أبغض الناس عند الله، وأقلهم ديناً، وأصحاب الكبائر أحسن عند الله منه ).
*قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (
ومن لم يكن في قلبه بغض ما يبغضه الله ورسوله من المنكر الذي حرّمه من الكفر والفسوق والعصيان، لم يكن في قلبه الإيمان الذي أوجبه الله عليه، فإن لم يكن مبغضاً لشيء من المحرمات أصلاً لم يكن معه إيمان أصلاً ).
فما دام - ايها الأحبة - أن ترك هذا الأمر خطير إلى هذا الحد، فهذه دعوةٌ من أعماق قلبي إلى الاهتمام بهذه الشعيرة العظيمة، فأنتم يا أخوتي على ثغر في هذا المنتدى ، وأنتم تنشرون الخير وانتم إن استقمتم القدوة الصالحة على يديكم تسقط رايات الجهل والأميّة ولو في هذا المنتدى فهذا اخ يشارك ويستفيد فينفع أهله واهله ينفعون جيرانهم والجيران ينفعون احبابهم وهكذا ، فلا تحقرون من المعروف شيئا ، -