ملاحظة : هذه المحاورة كانت من تأليف فتاة في عمر الزهور من مدينة جدة
الفصحى : يا لأبنائي .... أين أنتم عمّا يحدث لي ؟ عمّا يحاكضدي ؟رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي وناديت قومي فاحتسبت حياتيرموني بعقم فيالشباب وليتني عقمت فلم أجزع لقول عدائيأين التي أسمع لها كل هذه الضجة ؟ ... أين التي يدعون إلى استبدالي بها ؟! العامية : أنا هي .. أنا العامية ..أنا وليدة الحضارة ..والمدني علىحداثتها .الفصحى : وأنا ابنة التاريخ الأصيل ..أنا ابنة الجذور والعراقة .. تناقلني أبنائي جيلاً بعد جيل منذ ألاف السنين ...العامية : وأنا التي اتسعت لكل ما توصل إليهالعلم من منجزات ومخترعات .. تعددت ألفاظي .. في ّ من كل بستان زهرة ...الفصحى : وأنا التي نزل القرآن بها .. كرمني الله على كل اللغات واللهجات ويكفيني فخراً أني ...وسعت كتاب الله لفظاً وغاية وما ضقت عن أي به وعظاتفكيف اضيقاليوم عن وصف ألة وتنسيق أسماء لمخترعاتالعامية : وأنا وسعتُ كل اللغات في كل الألفاظ .الفصحى : أنظري إلى نفسك كيف أنك تبدين كالثوب المرقع لا تناسق فيك ولا جمال ....العامية : جعلت لكل شعب لهجته الخاصة به ... يعتز بها .. ويتميز بها عن غيره .....الفصحى : بل قولي أصبحت الشعوب متفرقة لا يفهم بعضهم بعضاً .. لقد فرّقت بينهم ...وأعدتالعصبية الجاهلية المفتنة إليهم ..جعلتهم لا يفهمون قرآنهم وسنة نبيهم ...العامية : إنك صعبة التعلم على أبنائكِ ..سببت لهم العقدة .. أنا سهلة التعلم والتحدث ...الفصحى : لم أكن كذلك إلا بعد ظهورك .. بعد دخول الاستعمار إلى بلادالإسلام ... وتجزئتها إلى دويلات ...العامية : عرفوا قيمتي ..فأظهروني إلى الوجود ....الفصحى : بل عرفوا أهميتي في توحيد الأمة الإسلامية .. فأرادواتفرقتها بزرعك في أراضيها وهذا هو أسلوب أعداء الإسلام .. فاستيقظوا يا أبناءالإسلام .. أعيدوا إلىّ شبابي قد كدت أندثر .. إنها صرخة ألم ... نداء أم لأبنائها ...
فهل من سامع ؟ وهل من مجيب ؟
وبناءً على ذلك أحببت أن أضيف بعض المفردات العامية التي نستخدمها وترجع أصولها إلى اللغة الفصحى :ألفاظ عامية لها أصول فصيحة .
كلمة " بس " نتداولها كثيرا في العامية ، فحين تريد أنتقول لمضيفك الشاي " يكفي " تقول "
بس " ، وهذه الكلمة لها أصل فصيح ، وإن كانأصلها فارسي ، يقول ابن منظور في لسان العرب :
" وبَسُّ " بالبناء علياَلضَّمِّ بمعنى حَسْبُ يُقال أَعْطَاهُ حتى قال بَسُّ أي حَسْبُ أو هُوَ مسترذل أومن أصل فارسي ، وَهِيَ فِيه بِمعنى فقط وحسب وكثير وتأتي مجازا بمعنىاقطع.
فإن قلت : " أكلت خبزا وشربت ماء، بس " لكنت فصيحا في كلامك ، وهلمجرا.
يقول أهل مكة : ( لا تَتبهْلَل ، أو : بلا بهْلَلَة ! ) بمعنى : بِلا سخرية أو استخفاف أومزح أو ...• ولعل الأصل في اشتقاق الكلمة ( البهلول ) !• قال في القاموس (3/497) : (( البُهلول : كسُرْسُور : الضحَّاك ، والسيدِّ الجامع )) .فمن يقول لك لا تتبهلل أو بلا بهللة ؛ فلعلَّه يقصد - والعهدة عليه - أن لا تتشبَّه بفعل البهاليل من الذين يتصنَّعون حركات تضحك الناس .نسأل الله العافية والسلامة !قول أهل مكة : ( إيْشْبَك يا فلان ؟ ) ؛ يعني : ماذا بك ؟• والأصل فيها : أيُّ شيءٍ بكَ .• ويقولون : ( إيْشْ بُوْ ؟ ) ؛ يعني : أيُّ شيءٍ بهِ ؟• ومن النحت أيضاً قولهم : ( علَشان كذا وكذا ) .ويوافقهم أهل مصر ؛ لكنهم يحذفون منها اللام ؛ فيقولون : عشَان .• قلت : الأصل فيها : على شأن كذا وكذا !• ويقول أهل نجد : ( سَمْ ) ؛ بمعنى أبشر أو أْمُر أو تفضَّل ...قال محمد العدناني في : معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة (41) : (( 118- إيْوَهْ : حين تسأل الناس : هل تصدَّقتم على الفقراء ؟ يجيبون : أَيْوَه ، والصواب : إيوه ، وهي مؤلفة من :(أ) : من حرف الجواب ( إي ) ؛ ومعناه : نعم .(ب) : ومن واو القسم ؛ الباقية بعد حذف المقسم به ؛ فتصبح : إِيوَ .(ج) : وتزاد عليها بعد ذلك هاء السكت ؛ فتصير : إيوه ْ .وهي ليست عامية كما يظنها الكثيرون )) انتهى نقل المراد منه .18- يقول أهل مكة : زَلَّيْت عليك أو عليه ، وهو يزل عليه أو عليك : بمعنى : يمرُّ عليه وعليك .وللكلمة أصل : قال في اللسان : (( زل يزل زليلا وزلولاً : إذا مرَّ مرَّاً سريعاً ، وغلام زلزل وقلقل : إذا كان خفيفاً ، زل الماء في حلقه يزل زلولا ذهب ، وماء زلال وزليل : سريع النزول والمر في الحلق )) .19- يقول أهل مكة : ( أَسْتَنَّهْ يا فلان ، وهو مُسْتَنِّي ، ولا تستنِّي ) ؛ يعنون : انتظر يا فلان ، وهو ينتظر ، ولا تنتظر .• وقد اعتاد أهل مكة على فتح همزة أفعال الأمر ؛ مثل قولهم : أََجْلِس ، وأَقْعد ، وأَسمع ؛ بفتح الهمزة في أوائلها كلها ؛ على نطق أفعال المضارع في لغة العرب الفصيحة التي نزل بها القرآن .• وكذا لحنهم بإلحاقهم حرف العلَّة مع جزم الفعل في قولهم : ( لا تستني ) الصواب : لا تستنِّ ؛ مجزومة بحذف الياء .وعلى كلٍّ فالكلمة لها أصلٌ ؛ من التأنِّي ؛ وهو الترفُّق والتمكُّث والانتظار .منقول - ريانة عبدالله