الشيخ : أحمد مصطفى الحُصْري "
الفقيه الورع شيخ المعرة وعالمها ومربَي أجيالها ".ومخرّج خطبائهاومرجع شيوخها
بقلم ولده: عبد المعز الحصري
اسمه و نسبه:
هو أحمد بن مصطفى بن صالح بن سعيد الحُصْري و يصل نسبه إلى العباس رضي الله عنه عم رسول الله – صلى الله عليه و سلم و بارك - .
مولده:
ولد الشيخ عام 1912 م في معرة النعمان ( وهي جنوب حلب 83 كم وهي مدينة ( أبي العلاء المعري : شاعر الفلاسفة و فيلسوف الشعراء )
والداه:
عرف والد الشيخ بالصلاح والتقوى فكان الناس يلقبونه بالشيخ أما والدته الحاجة "فاطمة أدريس " فكانت مربية تقية نقية محبة للرسول " صلى الله عليه وسلم " فكانت تذرف دموعها بحسرة وتشنف حين تسمع من حفيدها " محمد "
يا راحلين إلى منى بقيادي هيجتمو يوم الرحيل فؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتي الشوق أقلقني وصوت الحادي
نشأته:
رغب في حفظ القرآن وهو ابن ست سنوات فتلقى ذلك من الشيخة حنيفة وكان أول الحاضرين عندها، وكان الشيخ حيياً منذ صغره " وكان لا يحب اللعب مع أقرانه. وكان صادقاً لم تدع عليه أمه أبداً، وكان أبوه يلف له العمامة على رأسه .
علمه:
اجتهد في حفظ القرآن في صغره وأكمل الابتدائية بالمعرة والتحق بالمدرسة الشرعية الخسروية بحلب فتلقى العلم من علماء حلب الجهابزة فكان الأول بدرجة ممتاز على المدرسة بحلب . ثم درس فقه المعاملات على مذهب أبي حنيفة فكان واسع العلم حافظاً له . ودرس الشيخ العلوم الخمسة وهي : أصول الفقه ، المنطق الإسلامي ،الفقه، العقائد ، التصوف المحرر . ولن يصل المسلم إلى معرفة الآفاق الواسعة التي تترتب على وضوح قضية الحكم العقلي والعادي والشرعي عند المسلم إلا بدراسة تلك العلوم ( عن كتاب جولات في الفقهين الكبير والأكبر وأصولهما سعيد حوى ) . و كان الشيخ أعلم أهل بلده في الفقه و العلم الشرعي و الفضل يعود لملازمته القرآن الكريم و استنباط أحكامه و كتب السنة المطهرة و الاستفادة من حياة الصحابة و الأخص سيرة أبي بكر رضوان الله عليهم و لأنهم كانوا ملازمين للنبي –صلى الله عليه و سلم – في القدوة و الأسوة فتراه قد نام و الكتاب على صدره و نتج عن ذلك أن رأيه كان يرجح على رأي الكثرة في النتائج . و يدل ذلك على سعة علمه و فهمه و اطلاعه و كان إذا تكلم جاء بالدليل من القرآن أو السنة . وكان يرجع إليه أهل بلده و القرى التابعة لها و المحكمة الشرعية في الفقه و اللغة العربية . و كان أعلم الناس بالرجال و ما يتصفون به من طاقات و كفاءات و خيرية .
حياته :
أ ) حياته اليوميه : درسٌ عام بعد الفجر في الجامع الكبير ثم التدريس في المدرسة الشرعية ودرس بعد العصر أحياناً ودرس بعد المغرب لطلاب المدرسة . وكان يخص النساء بدرسين في الأسبوع واستنباط الأحكام من مطالعته للكتب في بيته، ودرس للمساجين في سجن المعرة وكان الشيخ في مهنة أهله في بيته، يقول عنه ولده عبد المعز : كنا لا نرى الشيخ في اليوم سوى بضع دقائق لأشغاله الكثيرة وضيق وقته . للمزيد انظر نشاطاته وإنجازاته " و في الصيف يخرج خمسة أيام من كل أسبوع لجمع التبرعات و الزكاة لينفقها على الفقراء و طلاب المدرسة . فلم يكن للشيخ وقت محدد لتناول طعامه و راحته
ورعه :
جميع النشاطات والإنجازات التي كان يقوم بها الشيخ كانت بدون راتب تبرعاً وورعا حتى لا يدخل جيبه مالا فيه شبهة عدا راتب الإمامة والخطابة ما يعادل 276 ليرة سورية . فهو يقوم بنشاطاته و مهامه خدمة للمسلمين تطوعا هيهات هيهات أن تؤدي حقها الخزائن و لكنه كان يؤديها رغبة فيما عند الله و خالصا له بعيدا عن أي حظ من حظوظ الدنيا فتراه يخرج من الدنيا و لم تدخل الدنيا قلبه و كان يتحرى الحلال في مطعمه و ملبسه و مشربه و حدث مرة أن اشترى كيس قمح من إحدى القرى و حمله بسيارة الجمعية الخيرية فقام بدفع أجرة النقل للجمعية . لم يدخل الشيخ من الأموال التي جمعها حبة قمح جيبه و لا بيته . قال عنه أحد طلابه الشيخ " يونس العبدو "( لم أر في مصر والشام مثل أسلوب الشيخ في تربيته وورعه وهيبته . عُرض على الشيخ منصب الإفتاء على المحافظة " أدلب " فاعتذر واعتبرها وظيفة رسمية تشغله عن مهامه الجمَة .
* أقام الحاج محمد البلاني رحمه الله وجبة غداء لأعضاء الجمعية الخيرية فبعد الغداء قام الشيخ ليغسل يديه فإذا بالصابون الموجود على المغسلة مما وزعه الشيخ على طلابه فلم يغسل الشيخ يده و انتبه أحد طلابه فذهب إلى الدكان و اشترى صابوناً و أعطاه للشيخ ليغسل يده .
زهده:
امتاز الشيخ بزهده في متاع الدنيا و التمتع به زهدا لا يتصور فزهد بما في أيدي الناس فأحبه الناس و زهد في الدنيا فأحبته الآخرة و دعته إليها فلبا نداءها فتراه يخدم نفسه
إصلاحه :
أصلح الشيخ ما أفسده الناس فأشعل منارات تضيء للناس دروب الحق و النور . ووزع طلابه على القرى المجاورة يشعلون مصابيح الهدى بين الناس لتنير قلوبهم و تفتح أبصارهم على نور من نور الله
عمل الشيخ على إصلاح العباد والبلاد بحل المنازعات والخلافات بين العباد و عمّر المساجد فكان يعلم أخبار القرى و مشاكلها فيسارع إلى حلها و إصلاحها . وجنب بلده من الخمارات ودور السينما وهذا مدير المنطقة " كيخيا "يقول مدافعاً عن الشيخ أمام أعدائه " عرفنا الشيخ مصلحاً بن الناس يستنهض هممنا ويسبقنا إلى حل المنازعات والدماء في المعرة وخارجها .
ذكاؤه:كان الشيخ -رحمه الله تعالى -حاضر الذهن سريع البديهة و سريع استرجاع المعلومات ، واسع الفهم يأتيه النفر في مجلس واحد لحل المنازعة بينهم فيحكم لهم بما أمر الله و يصلح بينهم وكان كلام رحمه الله يتسم بوضوح الحجة و قوة المنطق مع دليل من القرآن و السنةنشاطاته وإنجازاته :
له همم لا منتهى لكبارها وهمته الصغرى أجل من الدهر 1. إمام وخطيب الجامع الكبير بالمعرة
2. مؤسس ومدرس في معهد الإمام النووي الشرعي بالمعرة تبرعاً منه
3. مؤسس ورئيس جمعية النهضة الإسلامية الخيرية تطوعاً
4. عمل على توسيع الجامع الكبير " بلا أجر"
5. الإشراف على بناء وتوسعة سكن طلاب مدرسته " تطوعاً "
6. الإفتاء والرد على أسئلة المحكمة الشرعية و الناس والرسائل من خارج وداخل الدولة تبرعاً منه
7. حل المنازعات في بلده والقرى المجاورة " تطوعاً "
8. جمع الزكاة والتبرعات وإنفاقها على الفقراء " تطوعاً " حيث كان يسافر أيام الحصاد إلى القرى لجمع الزكاة من السبت إلى الأربعاء .
وفاته:
اشتاقت روحه إلى لقاء ربها فأخذت الجسد الطاهر معها بأمر ربها ..أحبّ لقاء الله و أحب الله لقاءه.. وودع علماءُ سورية و جماهيرُ المعرة عن بكرة أبيهم شيخَهم الجليل في 16/ 12/ 1407 ه الموافق
20/ 8 / 1986 وخرجت المعرة عن بكرة أبيهم يودعون الشيخ إلى مثواه الأخير . رحم الله الشيخ وأسكنه الفردوس الأعلى وإنا لله وإنا إليه راجعون .
قال عنه الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي : ( كان الشيخ أحمد الحصري عندنا مظنة ولاية ) .
حـييت يا أرض المعرة فـيـك الحياة و في iiحما مـنـك الذي هو iiساكن إن غاب عني غبت iiعن أو كـان عندي كان iiبي حـبَـيـه قد ملء iiالفؤا |
| فـيـك الكرامة iiوالمبرَة ك تـسـرح فـي iiمسرة في القلب إمساء ًو iiبكرة أنـسي ولاقتني المضرة تـي فوق دارات iiالمجرة د فصرت من أشباه عذره |
رحمك الله يا سيدي وأسكنك أعلى جنانه وأحلّ عليك رضاه ورضوانه وحشرنامعك في زمرة الذي أنعم الله عليهم من النبيين والصديين والشهداء والصالحين
يا أحمد الحصري حسبك رتبة في أعين الفضلاء لن تزاحا
بلغت سماك الفرقدين وقد علت حتى غدت للخافقين جناحا وللإستزادة عن سيرة وحياة الشيخ رحمه الله انظر رابطة أدباء الشام
وهناك عدة كتب أ ُلفت عن الشيخ من قبل تلاميذه