النقاش: حوار هادىء للوصول إلى الحق.

الجدال: أسلوب صارم هائج لكسر شوكة الخصم والفوز عليه.
ونتيجة لاختلاف أطباع البشر نجد من يتحاور بسلاسة وبرودة أعصاب ومنهم من يحاول فرض رأيه ولو كان مخطئاً ولا بد قبل النقاش أو الحوار من تحديد النقاط المتفق عليها حتى يصل المتحاوران إلى الحق ومن أجل تقريب وجهات النظر ما أمكن .
أما الجدال فلا شك أنه منهٍ عنه في الكتاب والسنة لأنه لا يفضي إلى الحقيقة ويجب تركه واجتنابه امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم : أنا زعيم ببيت في ربض الجنه لمن ترك المراء وإن كان محقاً
والمراء هو الجدال
أشكرك على هذا الموضوع الذي جاء بوقته لأننا في بعض الأحيان ندخل في جدال من حيث لا ندري
وأدى ذلك إلى بعض النزاعات الغير محمودة

كثيراً ما نسمع عن حوار ونقاش ونقد ونقد بنّاء ولكن هل ياترى نقوم بتطبيق أحكام وآداب هذه السلوكيات أم أنها تبقى عبارة عن كلمات نتغنى بها ونمدح بها نفسنا ونذم بعدم تطبيقها غيرنا...
فما أجمل الحوار الهادئ الهادف يوصلنا إلى النتيجة المرجوّة بأقصر السبل والطرق
دون مواجهة أعاصير الجدال وفيضانات كلماته الجارحة والتي تؤدي إلى ضياع سبب ونتيجة الحوار والنقاش
والبدء بالغرق في النزاعات والمشادّات دونما سبب ..أو ربما يكون السبب هو نريد أن يكون رأينا الصح
ورأي باقي الأطراف دائماً هو الخطأ وهذا هو سبب الجـــدال
ونحن بشر نخطئ ونُصيب وليس من العار أن نُخطئ في الرأي...
فهدانا الله وإياكم أجمعين إلى جادة الصواب بالعقل والحوار..
وأبعدنا عن نزغات الشيطان بالابتعاد عن التّعنت والجدال...
واتمنى ردود هذا الموضوع الجميل أن توصلنا إلى برِّ الحوار الهادف ولا أن تتخبطه أمواج الجدال العاتية...

أشكرك أختي ريانة من أعماقي على مواضيعك الناجحة وردودكِ المميّزة

فلعمري تستحقين أجمل كلمات الشكر والثناء
برأيي أنه لافرق بين الحوار والنقاش لأن غرضهما واحد وهو : طرح قضية محددة تقوم على تبادل وجهات النظر بأسلوب سلس طري واحترام الأراء المطروحة وتقبلهاعند كلا الطرفين: كما أنّ النقد البناء يلعب دوراً مهما في الحوار لأن الغاية هي إزالة الشوائب عن النقاط الغامضة في القضية المطروحة والوصول إلى الحقيقة عند طريق التعاون والتكاتف بين جميع الأطراف
أما الجدال: فهو التعرض لمسأله معينة ليس لكشف الحقيقة فيها فحسب وإنما حباً بالجدل ذاته!!! يقوم الجدال على التشبث والتعصب والتمسك بالأراء الشخصية والغاء الطرف الآخر بغية افحام الخصم ونقض آرائه وإن كانت صحيحة
وأغلب المواضيع التي تتعرض للجدل هي أكثر المواضيع تعرضا لاشكالية الاختلاف.. فهي قائمة في أساسها على التناقض
لذلك أرى أنّ الجدل لافائده ترتجى منه.. لأن غاية المجادل حبّ الظهور واثبات الذات وبمعنى أدق المراءاة أمام الناس
لذلك كثيراً مايفتح الجدل على صاحبه أبواباً لاطاقة له على اغلاقها وأرى أن نحفظ عتاب الله لأولئك الذين جادلوا بغير علم فعاب الله عليهم فعلهم
فقال ( ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلمَ تُحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) فالله تعالى وحده العليم الخبير
أما نحن فالكل يخطيء ويُصيب
الله يبعدنا عم المراء والجدال ويرزقنا الحلم والعلم وبعدالنظر في حياتنا