في الحقيقة كلمات الشكر والثناء والمدح تقف عاجزة عن تأدية شكرك على هذا الموضوع الرائع ويوماً بعد يوم يزداد إعجابي بما تطرحه من قضايا تهم الخواص والعوام من الناس
بالنسبة للفتاوى التي تظهر من أنصاف طلاب العلم أو المتمشخيين كما أحببت أن تسميهم هذه الفتاوى تهدم الدين لبنة لبنة
ولعل هؤلاء يلجؤون إلى مثل هذه الحيل ليس شفقة على المطلقين إنما لدناوة في أنفسهم وطمعاً بالأموال التي يجنيها من هذه الفتاوى الهدامة
بالنسبة لطلاق الغضبان يجعلون حديث النبي صلى الله عليه وسلم (( لا طلاق مع إغلاق )) عكازاً يتكئون عليه لتحقيق مآربهم
طلاق الغضبان لا يقع في حالة كان الشخص لا يدرك ما يقول بحيث لو قلت له أنت طلقت زوجتك
يقول لك والله لا أعرف ما تلفظت
أي أن العقل يكون مغلقا ً ويكون الشخص بحالة لا إدراك أو وعي
أما إذا كان الشخص غضباناً لكنه يدرك ما يقول فهذا الطلاق واقع ويحسب عليه طلقة
أقول للمطلقين : إن حكم القاضي أو الشيخ لا يحل حراماً ولا يحرم حلالاً
والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم :
الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس وإن أفتاك الناس وأفتوكبالنسبة للإثم يقع على المفتي وعلى الزوج المطلق لأن الحلال بين والحرام بين وكل زوج يعلم أن الطلاق مرتان وفي الثالثة تحرم عليه زوجته ولا يحق له مراجعتها حتى تنكح زوجاً غيره
جاءني أحد الأشخاص وقد طلق زوجته للمرة الثالثة بألفاظ صريحة لا تحتمل التأويل
فقلت له ليس لك رجعة عندي أو عند أي شيخ في الدنيا
فوجئت بعد أيام أنه أعاد زوجته وكأن شيئا ً لم يكن فسألته كيف حصل ذلك فقال لي وبكل برودة بالمصاري كل شي بيصير
فقلت له : أنت تضحك على نفسك يا صديقي فهذا الشيخ لن يجعل زوجتك تحل لك أبدا ً فقال لي برقبة الشيخ وهوي بيتحمل الإثم
طبعا ً هذا الكلام غير مقبول على الإطلاق
وعلى الإنسان أن ينظر ممن يأخذ الفتوى
وكبار العلماء لا يفتون بالطلاق بل يحيلون أمور الطلاق لأهل الاختصاص
وأخيرا ً أقول لهؤلاء المتمشيخين : اتقوا الله في هؤلاء الناس البسطاء ولا تجعلوا الدنيا أكبر همكم ولا مبلغ علمكم فهذا المبلغ الذي تأخذه لقاء رجعة باطلة سيكون سبباً بأن تسعر النار لك يوم القيامة وأن تكون حطبا ً لجهنم والعياذ بالله
وأنتم أيها الأزواج احفظوا ألسنتكم وأيمانكم حتى لا تلقوا ربكم وقد كتبتم عند الله من الزناة وأنتم لا تشعرون
أشكرك أبو محمد مرة أخرى على هذا الموضوع القيم المنتشر في بلادنا بكثرة ويستهين به الناس وهو عند الله عظيم