| موضوع: مـواقيـت الحـج الجمعة نوفمبر 13, 2009 6:38 pm | |
| مـواقيـت الحـج
المبحث الأول – زمن الحج ووقته
حدد القرآن الكريم زمن الحج ووقته بقوله تعالى : يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ( البقرة – 189) , وقوله تعالى : الحج أشهر معلومات ( البقرة – 197) , وأشهر الحرم فيها أقوال للفقهاء على النحو الآتي :
- ذهب الأحناف والحنابلة (1)إلى تحديد الأشهر الحرم : بشوال , وذو القعدة , وعشر من ذي الحجة لقوله : { يوم الحج الأكبر : يوم النحر } رواه البخاري , وهذا ما يدل عليه أيضاً قوله تعالى : الحج أشهر معلومات ( البقرة – 197) . أي شهران وبعض من الشهر الثالث لا كله , وما بعد عشر ذي الحجة ليس من أشهره , لأنه ليس بوقت لإحرامه , ولا لأركانه فهو كالمحرم , وهذا قول الشافعي أيضاً : - وذهب المالكية إلى القول(2) : بتحديد الأشهر الحرم بثلاثة أشهر : شوال – ذو القعدة - ذو الحجة لحديث عمر ابن عبد الله وابن عباس : { أشهر الحج : شوال , وذو القعدة , وذو الحجة } . فهذه الأشهر الثلاثة تصلح كلها محل للحج لعموم قوله تعالى : الحج أشهر معلومات ( البقرة – 197) . فمن هنا وجب أن يطلق عل جميع أيام ذي الحجة , لأن أقل الجمع ثلاثة , فالإحرام يصح من بدء شوال إلى ما قبل فجر يوم الأضحى .
المبحث الثاني – مواقيت الحج الميقات لغة :هو الحد . واصطلاحاً هو : موضع وزمان معين لعبادة مخصوصة . ولا يجوز للحاج أن يتجاوز الميقات إلا محرماً بحج أو عمرة , و إلا وجب عليه دم , أو العودة إليه . وإن أحرم قبل الميقات جاز بالاتفاق , وهو الأفضل عند الأحناف إن أمن اقتراف المحظورات , ودليل الجواز قوله تعالى : وأتموا الحج إلى العمرة ( البقرة – 196) . وتفسير معنى (( إتمامها )) أن يحرم من دويرة أهله كما قال ابن مسعود في تفسير ذلك ولكل أهل ديار ميقات يحُرمون منه ولا يحق لهم تجاوزه إذا ما أرادوا الحج أو العمرة , والمواقيت هي على النحو الأتي :
أولاً – ميقات أهل مكة : مَن كان مِن سكان مكة وضواحيها , فميقاته مكة نفسها لأنه : أمر أصحابه أن يحرموا بالحج من جوف مكة فقال : { حتى أهل مكة يهلّون منها } ومثله أن يحرم من منزله في الحرم خارج مكة , ويندب إحرامه في المسجد الحرام . وميقات العمرة : من أدنى الحل ولو بأقل من خطوة من أي جانب شاء ليتحقق وقت السفر . وأفضل بقاع الحِل للإحرام بالعمرة : الجِعْرانة عند الشافعية لأن النبي اعتمر منها كما روي عن الشيخين . ثم التنعيم , أي مسجد عائشة لأمره عائشة بالاعتمار منه , ثم الحديبية , وأفضل هذه الأماكن عند الجمهور : التنعيم . لأنها أقرب الحِل إلى مكة ثم الجِعْرانة ثم الحديبية .
والجعرانة هي : قرية في طريق الطائف على ستة فراسخ من مكة , والفرسخ يساوي ثلاثة أميال هاشمية , والميل البري الهاشمي يساوي ( 1609م ) فيكون بُعْد الجعرانة عن مكة يساوي 1609 × 3 = 4827م . أي أربعه كيلومتر وثمانمائة وسبع وعشرون متراً , أما الميل البحري يساوي 1852م . والحديبية : هي بئر بين طريقي جدة والمدينة على بعد ستة فراسخ من مكة , أي ثمانية عشر ميلاً , وبالأمتار تساوي 1609 × 18 = 28962 . وبالكيلومتر تساوي ثمان وعشرون كيلومتر , وتسعمائة واثنان وستون متراً عن مكة المكرمة , والتنعيم هو المكان المعروف بمسجد عائشة رضي الله عنها .
ثانياً – ميقات أهل الحِل : وأهل الحِل هم : الذين يقطنون في أماكن داخل المواقيت الخمسة للآفاق , كأهل البساتين مثلاً كبستان بني عامر وغيرهم , فهم إذن الذين منازلهم داخل المواقيت الخمسة وخارج الحرم ففي هذه المسألة أقوال للعلماء على النحو الأتي :
- ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن : من سلك طريقاً لا ينتهي إلى الميقات , أحرم من محاذاته سواء في بر أو بحر , وإن حاذى ميقاتين أحرم من محاذاة أقربهما إليه , فإن استويا في القرب إليه أحرم من محاذاة أبعدهما من مكة المكرمة , وإن لم يحاذ ميقاتاً أحرم على مرحلتين من مكة وإذا كان مسكنه يقع بين مكة والميقات , فميقاته منزله . ومن جاوز ميقاتاً , وهو لا يريد تأدية النسك ولم يريده , ولم يعقد النية , ثم بعد أن تجاوزه أراد أن يؤدي النسك فميقاته موضعه , هذا وما أجمل الدين الإسلامي كله يسر . - وذهب الأحناف إلى القول : بأن ميقات أهل الحل إذا ما أرادوا الحج أو العمرة , دويرة أهلهم , أو من أي مكان أرادوا من الحل الذي يقع بين دويرة أهلهم وبين الحرم لقوله تعالى : وأتموا الحج إلى العمرة ( البقرة – 196) , وقد فسر هذه الآية الإمام علي كرم الله وجهه وابن مسعود بأن يحُرم أهل الحِل من دويرة أهلهم . وخلاصة القول في هذه المسألة : إن ميقات الحج والعمرة لمن كان داخل المواقيت هو بالإجماع الحل , وذلك من أماكنهم , ويجوز لهم عند الأحناف دخول مكة لحاجة من غير إحرام .
ثالثاً – أهل الأمصار والأقطار : وهم الذين منازلهم خارج المواقيت من جميع الجهات سواء الشرقية , أو الغربية أو الجنوبية , أو الشمالية , والمواقيت هي خمسة كما ذكرها الحديث الصحيح المروي عن ابن عباس : { أنه وَقَّتَ لأهل المدينة : ذا الحليفة والتي يطلق عليها أبيار علي كرم الله وجهه , ولأهل الشام الجُحفة , ولأهل نجد قرن المنازل ، ولأهل اليمن يلملم , وقال : فهنّ لهنّ ولمن أتى عليهن من غير أهلهنّ , لمن كان يريد الحج أو العمرة , فمن كان دونهن فَمَهَلُّه من أهله , وكذلك حتى أهل مكة يُهلُّون منها }(1) , وهذا الحديث شمل أربعة مواقيت , والميقات الخامس هو ذات عرق والمخصص لأهل العراق , قد نص عليه حديث صحيح مسلم والمروي عن جابر قال : { مَهَلُّ أهل المدينة من ذي الحليفة والطريق الأخر من الجحفة , ومَهَلُّ أهل العراق من ذات عرق } (2).
هذه المواقيت الخمسة الموزعة على جهات الحرم الأربعة , فلا يحق لمن أراد الحج أو العمرة تجاوز هذه المواقيت بدون إحرام من أحدها . وإليكم هذه المواقيت الخمسة ومسافة كل منها عن مكة المكرمة :
1- ميقات أهل المدينة : ذو الحليفة ( أبيار علي كرم الله وجهه ) : بين المدينة ومكة وتبعد من المدينة المنورة ستة أميال , والميل يساوي كما تقدم ( 1609م ) × 6 = ( 9654 ) تسعه كيلومتر وستمائة وأربع وخمسون متراً , وهو أبعد المواقيت , وتَبْعُد عن مكة عشرة مراحل , والمرحلة تساوي ( 46 ) كيلومتر × (10) = 460م . 2- ميقات أهل اليمن وتهامة والهند : يلملم : جبل يقع جنوب مكة على مسافة مرحلتين منها . أي ( 92 ) كيلومتر . 3- ميقات أهل نجد والكويت والإمارات والطائف : قرن المنازل : جبل على مسافة مرحلتين من مكة . أي يبعد (92) كيلومتر , ويطلق عليه أيضاً : قرن الثعالب . 4- ميقات أهل الشام ومصر والدول المغربية العربية جميعها : الجحفة , ويطلق عليها أيضاً : رابغ : مكان على بعد ثلاث مراحل من مكة المكرمة . أي يبعد عنها ( 138 ) كيلومتر . وأهل الشام مخيرين بين أن يحرموا من ميقات المدينة لأنهم يمرون عليه , أو من الجحفة . 5- ميقات أهل العراق وغيرهم من أهل المشرق : ذات عرق : قرية على مرحلتين من مكة المكرمة , مشرفة على وادي العقيق في الشمال الشرقي من مكة . أي ما يساوي (92) كيلومتر .
وحكم من تجاوز الميقات دون أن يحرم منها , وجب عليه الدم , إلا إذا عاد إليه على رأي أكثر أهل العلم .
وإذ تجاوز الميقات على نية الإقامة في مكان غير الحرم جاز له ذلك , هذا إذا نوى الإقامة مدة خمسة عشر يوماً , وهذا عند الأحناف . |
|
|
الجنس :
اسم الدولة : عدد المساهمات : 4250
نقاط التميز : 4915
تاريخ التسجيل : 04/04/2009
العمر : 46
:
|
|
| موضوع: رد: مـواقيـت الحـج السبت نوفمبر 14, 2009 6:30 am | |
| جعلها الله في صحيفة حسناتك وبارك الله بك وبما علمك من علمه ونفعنا الله وإياك من هذا العلم |
|