كانت زهرة حمراء،تبرق فوق أوراقها قطرات الندى ،كانت تعيش في حديقة خضراء،حرةً تلا عب
أوراقها النسمات ،تمضي نهارها في مغازلة النحل،النحل الذي كان يرشف من أحشائها الرحيق
وتمضي ليلها في مغازلة النجوم،تنثر عبقها الذي كان يمتطي نسمات الليل الهاديء لتنقله الى مسافات بعيدة
كانت متشبثةً بالأرض بجذورها القوية،ترفض أن يقتلعها أحد،وتعاقب من يحاول ذلك بأشواكها الحادة
لكن القدر اختار لها أن تنتهي نهاية مليئة بالذل
أختار لها أن تموت ببطء شديد.
وحوش دخلت أحشاءها،تسلقت أوراقها،بدأت تقتات من دمها،سلبتها لونها الأحمر لتصبح شاحبة،
فارقتها قطرات الندى وودعتها النسمات ،
تحولت الحديقة الخضراء من حولها الى صحراء
بصوتها الخافت الحزين تستنجد بالنحل لكن النحل خان الصداقة وابتعد....
جذورها القوية بدأت تضعف
والأرض خانت الوفاء
أصيبت الزهرة باليأس،وبدأت تذبل وتذبل وتذبل لكنها لم تمت، تعيش الآن على الأمل
الأمل بعودة النحل لنجدتها
الأمل بصحوة ضمير الأرض
الأمل بعودة لونها الذي سلب
الأمل بعودة النسمات لتداعب أوراقها
تنتظر حكم القدر....
هل سيكون القدر عادلاً في حكمه أم أنه لم يعد للعدل مكان...
هل عرفتم هذه الزهرة إنها........
***فلسطين الجريحة***
هذه الكلمات من تأليفي الشخصي أهديها لفلسطين الحبيبة
أخوكم في الله محمد عبد الباسط حاج أحمد