هذه جزء من قصيدة المعري في رثاء الفقيه الحنفي الحلبي،فيها من الحكم الجميلة،
أرجو أن يكون فيها الفائدة:
صاحِِ هذي قبورنا تمـلأ الـرُحبَ فأين القبورُ مـن عهـد عـاد ِ
خفف الوطء َمـا أظـنّ أديـم َالأرض إلا مـن هـذه الأجسـاد
وقبيـح ٌ بنـا وإن قــدُم الـعـهد هـوانُ الآبــاء والأجــداد
سر إن اسطعتَ في الهواء رويداًلااختيـالاً علـى رفـات العبـاد
رُب لحدٍ قد صار لحـداً مـراراًضاحكٍ مـن تزاحـم الأضـداد
ودفيـنٍ علـى بقـايـا دفـيـن فـي طويـل الأزمـان والآبـاد
فاسـأل الفرقديـن عمّـن أحسّـامـن قبيـلٍ وآنسـا مـن بـلاد
كـم أقامـا علـى زوال نهـار وأنـارا لُمدلـج فــي ســواد
تعـبٌ كلهـا الحيـاة فـمـا أعجب إلا من راغبٍ فـي ازديـاد
إنّ حزناً في ساعة الموت أضعـاف سرورٍ فـي ساعـة الميـلاد
خُلـق النـاس للبقـاء فضـلّـت أمــة يحسبونـهـم للـنـفـاد
إنمـا ينقلـون مـن دار أعـمـالٍ إلـى دار شِقـوة أو رشــاد
ضجعة الموت رقدة يستريـح الجسم فيها والعيش مثل السهـاد
واللبيب اللبيب من ليـس يغـترُّ بكـونٍ مصـيـره للفـسـاد
كان يحيى بن خالد يقول لولده: اكتبوا أحسن ما تسمعون، واحفظوا أحسن ما تكتبون، وتحدّثوا بأحسن ما تحفظون.