قريش جنّ جنونها حينا تأكدت إفلات رسول الله صلى الله عليه وسلم صباح ليلة تنفيذ المؤامرة ضده فقرروا جلسة طارئة مستعجلة إسخدام جميع الوسائل التي يمكن بها القبض على الرجلين فوضعت جميع الطرق النافذة من مكة في جميع الجهات تحت المراقبة الشديدة كما قررت إعطاء مكافأة قدرها مئة ناقة بدل كل واحد منهما لمن يأتيهم بالرجلين حيين أو ميتين كائناً من كان
وحينئذ جدت الفرسان والمشاة وقصاص الأثر في الطلب وانتشروا في الجبال والوديان والوهاد والهضاب
اقتفى المشركون أثرالرسول صلى الله عليه وسلم وكانت أدقّ لحظة مرّت بها الانسانية في رحلتها الطويلة وكانت لحظة حاسمة فإما امتداد شقاء لانهاية له ،، وإما افتتاح سعادة لا آخرلها وقد حبست الانسانية أنفاسها
ووقفت خاشعة حين وصل المطاردون إلى باب الغار ولم يبق بينهم وبين العثور على منشودهم إلا أن ينظر أحدُهم
إلى قدميه
ولكن ّ القدرة الإلهية تدخلت وإذا أراد الله شيئاً لا يمنعه شيء الله الذي وعدنصرالمظلوم وحماية الدين وعصمة الانبياء ومدد المتقينوهو سبحانه صريخ المستغيثين به
الله غالبٌ على أمره وحال بينهم وبين حبيبه محمد روحي لغبار نعليه الفداء صلى الله عليه وآله وسلم
ورأوا على باب الغار نسج العنكبوت
كماأخرجه أحمد وعبدالرزاق والطبراني في الكبير وذكره الحافظ ابن حجرفي الفتح وقال سنده حسن كما حسّن إسناده الحافظ ابن كثير
الله قلْ وذرِ الوجود وما حوىلاتحزن إنّ الله معنا: وبينما هما في الغار إذ رأى أبوبكر الصديق رضي الله عنه رأى ر أقدام المشركين فيأخذه الروع
ويقول يارسول الله لوأنّ أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا
فيجيب صاحب الرسالة العصماء المؤيد بمدد من السماء حبيب الحق وشفيع الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
بكل يقين بالله وثقة وبكل إيمان
:<<
يا أبا بكر : ما ظنك باثنين الله ثالثهما>>
وفي ذلك يقول الحق سبحانه (
ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده
بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم) صدق الله العظيم
وعندها فشلت قريش وعاد المطاردون خائبين
والله غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون
غير منقول