العروبة في ذمة الله...؟؟!!
خلال الشهر الماضي ألقت علينا مباراة الجزائر ومصر بأثقالها من حيث المشادات الكلامية بين مسؤولي وشعبي البلدين العربيين الشقيقين ..
وكنا ننتظر انتهاء هذه المباراة لكي تنتهي السموم التي حملتها معها ولكن سرعان ما كنا مخطئين جداً , فكما يبدو أن بذور هذه السموم قد بُذرت الشهر الماضي والآن يتم حصادها وربما يطول حصاد هذه البذور...
وللأسف ومنذ اللحظات الأولى لانتهاء المباراة أصابتني الدهشة كما أصابت كل عربي يغار على عروبته وعلى أهل عروبته ...
فأحببت أن أنقل إليكم بعض الصور المأساوية والمخجلة لما حدث قبل المباراة وبعدها والحملات الإعلامية التي عملت على ذبح العروبة من الوريد إلى الوريد...
فمنذ شهر وحتى الآن والكل يسمع عن حالات الشغب التي حصلت في الجزائر بالاعتداء على إخواننا المصريين ..
ثم قابلها اعتداء الإخوان المصريين على حافلة لاعبي المنتخب الجزائري وإصابة أربعة لاعبين , ثم زاد هذا الشغب حتى أصبح على مستوى أصحاب القرار في البلدين...
فرئيس الاتحاد الجزائري يرفض مصافحة رئيس الاتحاد المصري والرئيس الجزائري يأخذ على عاتقه إيصال المشجعين الجزائيين بالطائرات العسكرية وابن الرئيس المصري السيد جمال يتكفل بنفقة المشجعين المصريين ...
وطبعاً لا الحكومة الجزائرية ولا الحكومة المصرية قامت بهذه الخطوات الجبارة محبة باللاعبين أو المشجعين أو حتى بطولة كأس العالم بل هو بسبب حالة التشنج والكراهية التي حصلت بين الحكومتين والشعبين..
وبعد انتهاء المباراة الفاصلة في بلد العرب السودان والتي تحملت ما لا يُطاق من ضغوطاتٍ في مطاراتها وفنادقها وشوارعها قامت ثُلة من الإخوان الجزائريين بشتم الفنانين والمشجعين المصريين على حسب قول الطرف الثاني ...وهذا ما أريد أن أعلق عليه لما شاهدته على الفضائيات من تهويل للأمر والتخطيط لقتل العروبة...
فمنذ اليوم الثاني لانتهاء المباراة و ورود خبر تعرض الفنان محمد فؤاد ورفاقه للمحاصرة من قبل المشجعين المصريين أخذت الفضائيات المصرية الحكومية والخاصة بشن حرب إعلامية كبيرة على شعب وحكومة الجزائر.... وهذه بعض الصور لما سمعته وشاهدته على هذه الفضائيات والتي كانت تسمي هذه الحملة بحملة إعادة الكرامة..
قناة المحور الفضائية: تستقبل في برنامج صباحي لها الفنان محمد كريم والذي أنا شخصياً لم أسمع به ولكن المقدمة البرنامج كانت تنعته بالصفات الجميلة والمميزة , فعندما سألته المذيعة عمّا شاهده من الأخوة الجزائريين فقال بلهجته المصرية: (
الجزائريين شعب رِمّة وجزمتي أنظف منهم كلهم والمصريين راح يبقوا فوق الكل رغم أنف كل الكارهين من العرب) وبالحقيقة بعد سماع هذا الكلام من الفنان الموهوب والرائع محمد كريم –على حسب قول المذيعة- أحببت أن أتعرف على هذا الفنان لأنني لم أسمع عنه من قبل , وبعد البحث عنه ضمن صفحات الانترنت فقد توصلت إلى معرفة هذا الفنان الفذ فهو من قام بتمثيل المقاطع الخلاعية مع هيفا وغيرها في فيلم دكان شحاتة الممنوع من العرض بسبب هذه المقاطع ...
لذلك ورد في خاطري من هو الرِّمة هل هو الشعب الجزائري أو المصري أم هذا الفنان والذي لا علاقة له أصلاً بالفن..
قناة ON tv المصرية الخاصة: تستقبل عضو مجلس شعب مصري فيقول هذا العضو على الحكومة المصرية أن تعمل من هذه اللحظة على إعادة كرامة المواطن المصري وذلك بسحب التمثيل الدبلوماسي بين البلدين وبمقاطعة كافة الفعاليات المشتركة بين البلدين وبالانسحاب من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لأن الاتحاد الجزائري هو من يترأس الاتحاد الإفريقي...
وهناك كانت قناة اللورد المصرية وقنوات النيل كافة الرياضية والدرامية وحتى السينمائية كانت ضمن هذه الحملة وكانت تستضيف الأشخاص الذين يملكون من الحقد على هذه الأمة العربية أكثر من أعدائها...
وما كان يحزّ بالنفس هو ما بثته القناة العاشرة الإسرائيلية عن المهزلة الحاصلة بين البلدين الشقيقين وفي نهاية تقريرها ضحك المذيع مستهزئاً وقال : عقبال فتح وحماس
وعلى قناة mbc وفي برنامج صدى الملاعب للإعلامي السوري مصطفى الآغا انهالت عليه الشتائم من كل حدب وصوب على أمه وأخته وزوجته فقط لأنه حاول امتصاص الأزمة ورفض تهويل المسألة...
وهنا أحببت أن أقول لمن بدأ
حملة إعادة كرامة المواطن المصري كما سمّوها في بعض القنوات الفضائية:
- متى كان المواطن المصري تهتمون بكرامته وعنفوانه أم فقط تهتمون بكرامته لأن هناك طرف عربي بالمسألة..؟؟!!
- وأقول ألم تعرفوا قيمة وكرامة المواطن المصري في حرب غزة عندما استنكر كل الشارع المصري ومنعتم مظاهراته وقيدتموه بطوق أمني مشدد..
- لماذا لم يفكر الجهابذة من النواب المصريين والعرب أيضاً بسحب التمثيل الدبلوماسي لاسرائيل ضمن أراضينا العربية بعد إعتداءاتها على غزة والمسجد الأقصى الآن ؟؟!!كما فكر ذلك النائب المصري ومن ورائه وزير الخارجية المصري..
- وهل كرامة المواطن المصري والعربي إذا خُدشت من شقيقه العربي تحتاج إلى كل هذا التهويل والحملات الإعلامية الكبيرة ..
أما إذا أُهينت كرامة المواطن المصري والعربي و ذُلّت من قبل العدوان الصهيوني كل يوم ألف مرة أومن قِبل المتآمرين على هذه الشعوب فتقوم بعض الحكومات العربية بالتصفيق ومد يد الصفح والاستسلام لهم.
ولكن كما يقول المثل :
أبي ما بيقدر غير على أمي...
وها نحن كذلك على بعضنا البعض نعمل على إعادة الكرامة ولكن أي كرامة؟؟! إنها كرامة ملطخة بدماء قتل العروبة لذلك استحلفكم بالله إذا كانت كرامتنا سوف تقتل العروبة فإننا قد استغنينا عنها لكم فهنيئاً لكم بها...
وأتمنى إن قتلتم العروبة أن تُبقوا على قبرها شاهداً عليكم وليزورها كل من عشقها وضحى من أجلها وليلعنكم كل عاشقٍ لها....
هذا بعض ما جاشت به خواطري من قهرٍ وأسىً على ما شاهدته...فعذراً على الإطالـــــــة