موضوع: من البلية... الإثنين يناير 11, 2010 7:21 am
إخوتي في الله : ثمت بلية من البلايا ، ورزية من الرزايا ظهرت في الأمة ، وانتشرت في الناس
في زمن الانفتاح الفضائي والتقني ،.. إنها بلية تمشيخِ الصحفيين .. وترؤسِ الجهال .. إنها بلية تصدر ذوي الأهواء للفتوى .. أو الترجيح بين الأقوال ، أو تنميقِ الأقوال الشاذة و الرفع من شانها لتكون هي الحاكمَ على أدلة الكتاب والسنة .. حتى التبس الأمر على كثير من العامة فصاروا لا يعرفون الحق من الباطل .. والخطأ من الصواب
وأنا أقلّب بقنوات الدش رأيت مجموعة من خليط رجال ونساء يتكلمون في مسألة شرعية بحتة
ويسأل السائل شخصاً قائلاً : وماتقول أنت يا فلان؟؟ فيجيب فلان فيقول : الحقيقة أنا برأيي كذا وكذا
وكأن الدين أصبح رأياً ... وهذه القناة غالبكم يعرفها _ دون ذكر أسماء_
وثمة شيء آخر أناس باسم الدين يحللون الحرام ويصدرون فتاوى لا تمت للإسلام بصلة
فلا تغرنكم الأسماء والمظاهروقيسوا كلام الرجال على الاسلام وليس الاسلام على الرجال
.. يا لها من كبيرة يوم أن يقول المرء على الله ما لا يعلم فيَضِلُ ويُضل .( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُون) . وفي المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((من قال عليَّ ما لم أقُل فليتبوَّأ بيتًا من جهنم، ومن أُفتِيَ بغير علمٍ كان إثمُه على من أفتاه".
عباد الله :
ذكر أبو عمر أنّ مالكا دخل على ربيعة فوجده يبكي فقال: ما يبكيك وارتاع لبكائه. فقال له: أمصيبة دخلت عليك؟ قال: لا ولكن استفتي من لا علم له، وظهر في الإسلام أمر عظيم! . قال ربيعة: وبعض من يفتي ههنا أحق بالسجن من السُرَّاق .
قال ابن الصلاح المتوفى في منتصف القرن السابع بعد أن نقل هذا الخبر: "رحم الله ربيعة كيف لو أدرك زماننا؟" ونحن نقول : رحمهم الله جميعا كيف لو رأوا صحافتنا وبعض
من نسمع عنهم كل فينة وأخرى أحكام يستغرب لها الصغير كرضاع الكبيروغيره !!!
إن هذا المنهج الذي بدت فينا متاهاته وظلماته واقصد بذلك منهج الإفتاء كيفما اتفق والقولِ في الدين من غير أهله ، أو ممن يدعي العلم ، أو يعلم ولكنه يحابي الناس أو ذوي المصالح بفتواه .. إن هذا المنهج ليفسد ولا يصلح ويهدم ولا يبني .. قال عمر رضي الله عنه : " (يهدِمُ الإسلامَ زلةُ العالم،وجدال المنافق بالكتاب،وحكم الأئمة المُضلين).
وروى ابن وضاح بسنده عن مسروق قال :قال عبدالله ابن مسعود : "ليس عام إلا والذي بعده شر منه لا أقول عام أمطر من عام،ولا عام أخصب من عام،ولا أمير خير من أمير،لكن ذهاب علمائكم وخياركم،ثم يحدث أقوام يقيسون الأمور بآرائهم فيهدم الإسلام ويثلم".
إخوتي لقد ترك متفيهقو الصحافة والفضائيات تركوا أدلة الكتاب والسنة وأقوال العلماء الربانيين الراسخين في العلم .. وتشبثوا بآراء ممثلين أو فنانين يريدون بذلك خدمة أغراضهم وصرف الناس عن العلم الرباني بدعوى التيسير وتغير العصر وضرورة الزمن .. وهؤلاء أولى بأن يحجر عليهم لأنهم سفهاء ، وقد قيل : "الحجر لاستصلاح الأديان أولى من الحجر لاستصلاح الأموال والأبدان".