ماذا يحب الناس ؟
الناس بصفة عامة يحبون الحياة الدنيا وما فيها من زينة ومال وجاه ونساء ، وقد بين القرآن الكريم ذلك
فقال : ( زُينَ للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة
والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب . قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم
. ( جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله..) (آل عمران : ١٤ و ١٥
ويوجه القرآن الكريم أنظار المؤمنين إلى أن من أزواجهم وأولادهم عدواً لهم وعليهم أن يحذروهم ويمكنهم أن
يصفحوا عن أبنائهم وأزواجهم إذا ما حاولوا التأثير عليهم في أي شيء يغضب الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا
إن من أزواجكم وأولادآم عدواً لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم . إنما أموالكم
وأولادآم فتنة والله عنده أجر عظيم . فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوقَ
(١٦ ، شُح نفسه فأولئك هم المفلحون ) ( التغابن : ١٤
وقد نعى القرآن الكريم على الذين يجعلون الدنيا أآبر همهم ، ولا يلتزمون بالمنهج الإلهي ترى ماذا يفعلون يوم
( القيامة : ( إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يومًا ثقيلاً ) (الإنسان : ٢٧
ولكن الذين يؤمنون بالله لا يحبون إلا ما يحبه الله ، ويضحون في سبيل ذلك بكل شيء ، ومن هؤلاء يوسف
عليه السلام الذين خُير بين الاستجابة لرغبات امرأة العزيز أو السجن فقال في إصرار :
. ( ( رب السجن أحبُ إليَّ مما يدعونني إليه ) (يوسف : ٣٣
وامرأة فرعون التي آمنت بالله وأًصرت على ذلك وعذبها فرعون بكل ما استطاع فقالت :
. ( ( ربِ ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القومِ الظالمين ) ( التحريم : ١١
والأنصار هاجر إليهم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة فارين بدينهم ، تارآين أموالهم وأولادهم فاستقبلوهم
بالترحاب وآثروهم على أنفسهم ومدح الله تعالى عملهم هذا وسجله في القرآن الكريم في قوله تعالى : ( والذين
تبؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أتوا ويؤثرون على
. ( أنفسهم ولو آان بهم خصاصة ومن يوقَ شُح نفسه فأولئك هم المفلحون ) ( الحشر :