قال تعالى: وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام:59].
].
وقال عز وجل: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ...) [الإنسان:30


قال تعالى ( أنّا كلّ شيء خلقناه بقدر )سورة القمر _49_
فكل ما يقع في هذا الكون إنما يقع بتقدير الله عز وجل له،
وقد روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل شيء بقدر، حتى العجز والكيس"
ورواه البخاري ومالك وأحمد والبيهقي
والذي عليه أهل السنة والجماعة أنّ الله سبحانه وتعالى قدّر الأشياء أي علم مقاديرها وأحوالها وأزمانها

قبل إيجادها ، ثم أوجد منها ما سبق في علمه أنه يوجده على نحو ما سبق في علمه

فلا يحدث حادث في العالم العلوي والسفلي إلا وهو صادرٌ عن علمه تعالى وقدرته وإرادته دون خلقه

وأنّ الخلق ليس لهم فيها إلا نوع اكتساب ومحاولة ونسبة وإضافة

وأنّ ذلك كله إنما حصل لهم بتيسير الله تعالى وبقدرته وتوفيقه وإلهامه سبحانه لا إله إلا هو ولا خالق غيره

، فكل إنسان له إرادة وقدرة، يفعل ما يشاء مختاراً لا مكرهاً،
فما من ذرة في هذا الكون إلا والله سبحانه مقدرها وموجدها ومدبر أمرها. ولا ينال العبد شيئاً من الخير أو الشر ولا يعمل من عمل إلا والله تعالى مقدره وموجده، لا فرق في ذلك بين الزواج وغيره.
إلا أن الله سبحانه أعطى للعبد حرية واختياراً وقدرة يوجد بها أفعاله، ويسعى بذلك في تحصيل مصالحه، فليس له أن يدع الأسباب ويعتمد على ما في القدر، بل عليه أن يسعى لإعفاف نفسه وصيانتها، والبحث عن الزوجة الصالحة التي تعينه على طاعة ربه.قال صلى الله عليه وسلم " إعملوا فكلٌ ميسّرٌ~ لما خُلقَ له "
فدور العبد في هذه المسألة وغيرها هو السعي والاختيار وبذل الأسباب مع سؤال الله تعالى التسديد والتوفيق

ولكن القضاء نوعان: قضاء مبرم: وهو القدر الأزلي، وهو لا يتغير، وقضاء معلق: وهو الذي في الصحف التي في أيدي الملائكة، فإنه يقال: اكتبوا عمر فلان إن لم يتصدق فهو كذا وإن تصدق فهو كذا. وفي علم الله وقدره الأزلي أنه سيتصدق أو لا يتصدق، فهذا النوع من القدر ينفع فيه الدعاء والصدقة لأنه معلق عليهما.
وهو المراد بقوله تعالى: (لكل أجل كتاب* يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)[الرعد:38-39] وهو معنى حديث الترمذي "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر."

أما الفرق بين القدر والحظ:

فإنه لا يحصل للمرء خير ولا شر ولا نفع ولا ضر إلاّ بقدر الله تعالى وإرادته، والإقرار بذلك واعتقاده من أركان الإيمان وأساسياته، ولذلك جاء في جواب النبي صلى الله عليه وسلم لسؤال جبريل عن الإيمان قوله: "وتؤمن بالقدر خيره وشره".
وأما الحظ الذي يعبر الناس به عن توفيق الشخص في أموره وتيسيرها، وحصوله على مطلوبه بلا سبب، أو بأدنى سبب، فقد يحصل لبعض الناس، ولكنه محكوم بقضاء الله تعالى وإرادته، ولا يحصل شيء من ذلك لأحد، إلا إذا كان مقدرا له في سابق علم الله سبحانه.
وأما اعتقاد أن المحظوظ قد يحصل على ما لم يقدر له، أو أن حظه قد ينفعه وحده في جلب المحبوب، ودفع المرهوب، فهذا باطل قطعاً بالنقل والعقل والواقع.
ويكفي أنه لو كان ذلك الاعتقاد صحيحاً لما مات المحظوظون، ولما مرضوا، ولما حصل لهم أي مكرره.
وقد ثبت في أحاديث كثيرة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد" كما في الصحيحين وغيرهما.
والجد هو: الحظ أو الغنى. وهذا بحث طويل تكلم عنه العلماء الكثير أكتفي بهذا القدر

هذا وسأكتب مقالاً خاصاً هل الإنسان مسيّر أم مخيّر" لا حقاً إن شاء الله وأترك المجال لأخوتي المشايخ والأساتذة الأفاضل والأعضاء الكرام

أشكرك أخت ريانة على هذا الموضوع المهم والذي هو من صميم العقيدة وهو موضوع متجدد نحتاجه دائما في حياتنا
دمتِ بخير وسعادة وتوفيق

مشكووورة أخت ريانة على الموضوع و عودة حميدة بإذن الله ...

بعد رد الشيخ علوان لا يمكنني سوى الرد ببضع كلمات وهي أن الإنسان مخيّر ومُسيّر ..
فلا حظّ ولا نصيب ولا قسمة إنما هو قضاء الله وقدره ولكن نحن أحياناً من يقوم بتثبيت هذا الأمر
عن طريق اختياراتنا الصحيحة أو الخاطئة..

فعندما يهمّ أحدنا على أمر ما يصلي صلاة الاستخارة ليقينه بأن الله هو من يعلم الغيب
ولكن يجب أن نختار بين فعل هذا الأمر أو تركه لأننا نحن من يختار ..

فأيدينا هي التي تصنع المستقبل وهي التي تقضي على الآمال وترسم نهاية الأفعال

الحمد لله على سلامتك اختي الفاضلة ريانة

وقد اوضح لنا الشيخ الفاضل علوان حاج حمود
كلام الله عز وجل

وارشدنا الاخ الكريم عمر الى انه قضاء الله وقدره
ويقال
من كان اكبر منك يوما هو اعلم منك بسنة

فلا املك الرد بعد ردودهم الكريمة

ولكن رونقة الموضوع وجماله تستحق الرد
شكري لك كبير اختي الفاضلة فتقبليه مني

وارجوا من الله ان تكون عودتك احمدية

والصحيح أن بنظري لاوجود للنصيب والقسمة ولكن مااعتدنا عليه من الفاظ خاطئة
وكلمات بسيطة المعنى انما نقولها لكي نرضي النفس وفي اكثر الاحيان لانجد الا هكذا كلمات
غير معبرة بمضمونها ولكن المعنى في بعض نفوس الاخرين يعبر تعبيرا كثير المعنى كي يرضي نفسه
ولو قال بدل النصيب (انما هو قضاء الله جل وعلا ) لرضيت نفسه اكثر بمليون مرة ولكن هكذا اعتاد الكثيرون

نسال الله الرحمة بنفوسنا
دمت في رعاية الله