يا أمةً جحدتْ برهان حجته *** كأنها أمةٌ بكمّاءُ صمّاءُ
هذا هو الحق لا ندّ يعدده *** وفي التعدد عدوان ٌ وإجفاءُ
يعدد الحقَ بهتاناً أخو سفه *** وعينه بانحراف المسّ حولاءُ
لو ناصفتْ سمةُ الإنصاف أفئدة *** منهم لما غالها جحدٌ وبغضاءُ
إنّ البراهين لا تخفى على دَرِبٍ *** إن لم يُخطئه في مسراه أقذاء
تبارك الله لا عهد يُغيّره *** ولا يماثله في الوصف أشياءُ
فردٌ قديم ٌ عظيم ٌ واحدٌ أحدٌ *** له صفاتٌ قديماتٌ وأسماءُ
ودنْ بدينِ تهاميٍ شريعتُه *** نورٌ وليس لنور الله إطفاءُ
وازِ الهوى عنك مغموساً بسنته *** فللهوى من بني الدنيا أرقّاءُ
وذِلّ لله إن تسلك طريقته *** ففي الحضور الأذلاءُ الأعزّاءُ
وجِدّ واجهد ولا تنظرْ لماشيةٍ *** في الدربِ حذف كراعيها المطيطاءُ
وخذ إذا ما توسدتَ الثرى عملاً *** يكون خلا إذا انحازت الأخلاءُ
وقف على الباب مخفوض الجناح وكن *** عبداً ومنك لقلب الوهم إدماءُ
فالعارفون بباب الفرق موقفهم ***والأنبياءُ العرانين الأجلاءُ
للسيد الرواس قدّس سرّه