| موضوع: الخطأ الثاني من أخطاء الآباء - من الحلقة الرابعة الأحد فبراير 07, 2010 11:28 pm | |
| الخطأ الثاني – الغفلة الأبوية وضعف الصلة بين الوالد وولده :الغفلة الأبوية نوع من أنواع اليُتم , الذي أوجدته هذه الغفلة المتأتية من ابتعاد الوالدين عن أبنائهم بالمشاغل والملاهي , والانغماس في الأعمال التجارية وأسفارهم القريبة والبعيدة , ورحلاتهم وسهراتهم الطويلة , وترك الطفل للخادمة لانهماك الأم بالوظيفة وارتياد الأسواق والتقلب بين الأزياء والموضة , لذلك إذا ما ترعرع الطفل وكبر خرج من سلطة الخادمة وأصبح عنده القدرة أن يخرج من البيت في غفلة من الوالدين إلى الشارع ليجعله منزلاً ومسرحاً يقضي فيه جل وقته إنه يُتم التربية , ومن سلبيات هذا اليُتم , غياب المسؤولية عند ولي الأمر حيث لا يعتني بأبنائه إلا نذراً يسيراً .إن واقع هذه الغفلة الذي يعيشها كثير من أبنائنا اليوم يحكي الشيء الكثير عن الانحطاط الخلقي, والتردي السلوكي, والفشل التربوي الذي يعيشه الأبناء وخاصة في سن المراهقة وأوقات الفراغ .وننبه ونقول : ليس المقصود مما تقدم أن يترك الأب والأم الوظيفة ، أو الأعمال التي يتكسبون منها لقمة العيش , ولكن المطلوب منهم أن تكون فترة الغياب عن أبنائهم غير طويلة , وغير مؤثرة عليهم , لذلك من الضروري , ومن الواجب على الأبوين تنظيم الوقت , وتخصيص جله للجلوس مع الأبناء , واصطحابهم إلى الأماكن التي تنمي أفكارهم وتصقل شخصياتهم وتنمي مواهبهم , وإشراكهم في الحياة العملية , وحل مشاكلهم بالطرق التربوية السليمة والصحيحة ، وتقوية الصلة فيما بينهما لأن من قواعد التربية المجمع عليها لدى علماء الاجتماع والنفس والتربية هي : تقوية الصلة بين الوالد والولد ليتم التفاعل التربوي على أحسن وجه , ويكتمل التكوين العلمي والنفسي والخلقي على أنبل المعاني ، وإليكم ما حدث ليَ مرة : ( في يوم من الأيام كنت أسير على الأقدام وبجانبي ولدي عمر ، وقد شبكت يدي بيده ، وكنت أمازحه ويمازحني ، ، ونتبادل الابتسامات العريضة . علماً أن ولدي المذكور يعتبرني أعز وأقوى صديق له ، ولا تكتمل سعادته إلا إذا خرجنا سوياً ، فرآنا أحد الأخوة على هذه الحال ، ولا أريد تسميته ، وهو لا يعرف أن عمر ولدي فنظر إليَ نظرة انتقاد ، وبدأ يتكلم في مجالسه ويقول : رأيت الدكتور يصاحب شاباً أصغر من أولاده متصرف معه تصرف الشبان ، وهذا لا يليق به ولا بموقعه الاجتماعي ، وعندما وصلني أمره ذهبت إليه في منزله لأبين له حقيقة الأمر ، وقلت له : إن الشاب الذي رأيته معي هو ولدي . فتعجب من ذلك ، وقال في الحرف الواحد : إلى هذه الدرجة تزيل الحواجز بينك وبين ولدك فهذا خطأ ) . انتهت القصة، وأترك تحليلها للقارئ هل هي خطأ أو صواب. ومن المؤكد لدى أصحاب العقول النيرة أنه إذا كان ثمة جفوة ما بين الوالد وولده ، أو كان لدى الآباء غفلة فلا يمكن أن يتم تعليم وتحقيق تربية أو إيجاد سلوك رفيع , لذلك أوجب الشرع على المربين أن يبحثوا عن الوسائل الايجابية في تحبيب الأولاد بهم ، وتقوية الصلة بينهم , والصحوة من الغفلة , وبالتالي إيجاد التعاون معهم , واستشعار الشفقة عليهم , ومن أهم هذه الوسائل الابتسامة الدائمة على ثغر الوالد للولد , وتشجيع الولد بالهدية , واستشعاره بالاهتمام والشفقة عليه ، ومعاملته بحسن الخلق ، وتلبية رغباته المشروعة , واندماجه بولده , وأن يكون له المثل الأعلى ، وغير ذلك من الوسائل التربوية الناجحة . |
|
|
الجنس :
اسم الدولة : عدد المساهمات : 4250
نقاط التميز : 4915
تاريخ التسجيل : 04/04/2009
العمر : 46
:
|
|
| موضوع: رد: الخطأ الثاني من أخطاء الآباء - من الحلقة الرابعة الإثنين فبراير 08, 2010 1:07 am | |
| بارك الله بك دكتور عبد الكريم على هذه السلسلة الطيبة المباركة بإذن الله.. بالحقيقة أخذ الكثير من الآباء يرمون باللائمات على أبنائهم وعلى فشلهم ونَسوا أسباب فشل أبنائهم والذي يكون نصيبه الأكبر هو بسبب انشغال الأهل عنهم فقد تجد آباء تسألهم ابنك بأي صف دراسي فيتلعثم ويأخذ برمي التكهّنات .. أما مصاحبة الأب لإبنه فهي أعلى درجات حُسن التربية لأن الابن دائماً يجد قدوته بأبيه ويمكنهما مناقشة كل الأمور دون حواجز فولاذية مصطنعة من قِبل جبروت الأب الذي يجد انتقاصاً لهيبته عندما يصاحب إبنه وهذا غلط لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان يلاعب الزهراء ويمازحها فكيف لا يكون عليه الصلاة والسلام قدوة جميع الآباء.. |
|
|
الجنس :
اسم الدولة : عدد المساهمات : 2286
نقاط التميز : 3213
تاريخ التسجيل : 14/04/2009
العمر : 41
:
|
|
| موضوع: رد: الخطأ الثاني من أخطاء الآباء - من الحلقة الرابعة الإثنين فبراير 08, 2010 4:21 pm | |
| ألف شكر لك دكتورنا الفاضل على ما تجود به علينا من خبرتك وتجربتك مدعوماً بأدلة واقعية ملموسة .... من قواعد التربية المجمع عليها لدى علماء الاجتماع والنفس والتربية هي : تقوية الصلة بين الوالد والولد ليتم التفاعل التربوي على أحسن وجه , ويكتمل التكوين العلمي والنفسي والخلقي على أنبل المعاني صدقتَ وهذا ما نبه إليه الشرع الحنيف منذ فجر الإسلام وهناك عشرات المواقف بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين الصحابة الكرام تثبت أهمية هذه الصلة الوثقى بين الآباء والأبناء وسيعلم الذين يحيدون عن هذا المنهج القويم في تربيتهم ويتعاملون من أبنائهم وكأنهم جنود في خدمة عسكرية وماعليه إلا إصدار الأوامر النتيجةَ الوخيمةَ والخيبة الحتمية والحسرة المتيقنة عندما يتقدم بهم السن كيف سيبادلونهم أبناؤهم نفس الطريقة والمعاملة |
|
|
الجنس :
اسم الدولة : عدد المساهمات : 3205
نقاط التميز : 4640
تاريخ التسجيل : 07/04/2009
العمر : 50
:
|
|
| موضوع: رد: الخطأ الثاني من أخطاء الآباء - من الحلقة الرابعة الإثنين فبراير 08, 2010 6:01 pm | |
| عقبت على الحلقة الماضية وقلت إنها من أروع الحلقات ولكنني أقول بصراحة إن كل حلقة قادمة تنسخ الحلقة التي قبلها وتفوقها روعة وأناقة وجمالاً أعجبني مصطلح " اليتم الأسري " فعلا ً هذا المصطلح يمثل غفلة الوالدين عن أولادهم وهذا ما نلاحظه بكثرة في دول الخليج حيث أن هناك بونا ً شاسعا ً بين الوالد وولده وجعلوا مهمة تربية الأبناء من نصيب الخادمات فأصبح الأبناء يتعلقون بالخادمات أكثر من والديهم وبات الأولاد ينضحون من ثقافة الخادمات التي تختلف جذريا ً عن ثقافة مجتمعنا العربي فهذ الرجل الذي تزوج من ثلاث وأربع وخلف أكثر من عشرين ولدا ً كيف سيكون له الوقت الكافي للجلوس مع أبنائه أو تفقد أحواله واختيار أصدقاء ولده أشكرك دكتور كل الشكر على هذه المواضيع التي تكشف اللثام عن واقعنا المتردي وضعف ثقافتنا الأسرية |
|
| موضوع: رد: الخطأ الثاني من أخطاء الآباء - من الحلقة الرابعة الثلاثاء فبراير 09, 2010 5:14 am | |
| |
|