بسم الله الرحمن الرحيم
ما زلنا وإياكم أيها الأحبة مع حديث المزعجات
كالعادة التي أصبحت شبه قاعدة نريد التطوّر والتطوير ولكن لا نملك وسائله وإن ملكانها لا نـُتقن كيفية
استخدامها بطريق أمثل وهذا ينطبق على تعديل ( الباصات ) إلى شبه أو نص بولمان
وتعديل السرفيس ( الاتوبيس ) إلى ربع طيارة فالنوافذ مغلقة ولا تستطيع أن تفتحها وغالباً المكيّف إما خربان وإما لا يُشغله السائق ( الشوفير ) خوفاً من الفاتورة وزيادة المصروف
على كل وأنت في هذه المشكلة تفاجأ بمشكلة أشد مرارة... عندما تضطر للركوب في هذه الوسائل
وإذا برجل خطر على باله سيجارته الحبيبة فيشعلها ويشتعل قلبك معها فلا تكاد ينتهي منها حتى
تكاد تنتهي من أنفاسك الأخيرة !!!!
والناس حوله تكاد تختنق فهذا مُصاب بالربو والثاني عنده حساسية أنفية أو حلقية والثالث مريض
والرابع خرج مستعجلاً ولم يُفطر فعندما يشم الرائحة يحسّ بدوران برأسه وتحرّك بمعدته
فإذا قلت َ له وبكل لطف " يا أخي يخليلي عينك " " قربان دقنك " أبوس روحك " والله اختنقنا
أجابك بكل فظاظة وغلظة " الي مو عاجبو ينزل " " أنا حرّ" !!!!
يركب اثنان بكرسي واحد وخلفهم شخص ضخم وثقيل بمفرده ...آخد مكان إثنين ولم يكتف
يمدّ رجله حتى يمسّ بطرف حذائه ما يلبسونه تنبهه بلطف وأدب وذوق فيجيبك أنا " حر"
إذا أنت موعاجبك إنزل اركب بتكسي !!!!!
تركب إلى جوارك شخص سمين كالضطود العظيم بسفر طويل فلا تكاد تدعو دعاء السفر حتى ينام
الحبيب ويصبح يميل عليك وكأنّ صورة جبل ينهار مصوّرة يعرضونها على بطء
تارةً تتنحنح وتارة تحسبل وتارة تحوقل ,,,فإذا قلتَ له يا أخي لوسمحت
" عدّل جلستك شوي " يجيبك حاضر حاضر لا تواخذنا" فلا يكاد يكمل الراء من حاضر حتى يصبح
يشخر ويصفر وينفخ !!!!
فإذا ألحيت قال لك " أنا حرّ موعاجبك على راحتك " " شو أعملك " !!!فإن سكتت فقد لا تصل إلى مقصودك
وإنما مباشرة عالمستشفى من الغم والهم الذي أصابك!!! وإذا تكلمت فالمصيبة أعظم
فمتى نحترم الآخرين ونقدر مشاعرهم ونحب لهم ما نحب لأنفسنا ونطهر أفواهنا من هذه الكلمة
التي _ غالباً_لا تدل إلا على تدني مستوى ثقافة وأخلاق صاحبها !!!
إلى الله المشتكى