بسم الله الرحمن الرحيم
موقعة صفــّين :
قال صلوات الله وسلامه عليه :" لا تقوم الساعة حتى تقتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة ٌ عظيمة
دعواهما واحدة ".رواه البخاري ومسلم
فالفئتان هما طائفة سيدنا علي رضي الله عنه وطائفة معاوية رضي الله عنه كما ذكر الحافظ
ابن حجر في الفتح الباري
وأخرج البزار بسند جيد عن زيد بن وهب قال : كنا عند حذيفة فقال كيف أنتم وقد خرج
أهل دينكم يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف ؟؟ قالوا: فما تأمرنا؟ قال : انظروا الفرقة
التي تدعوا إلى أمر علي فالزموها فإنها على الحقّ "
وقد وقعت الحرب بينهما في صفين وهو موضع على شاطيء الفرات من الجانب الغربي بقرب الرقة آخر
تخوم العراق وأول أرض الشام... سنة ست وثلاثين من الهجرة قـــُتِلَ فيها نحو سبعين ألفاً من الفريقين
وما حدث بينهما لم يكن يريده الطرفان وإنما كان في الجيشين من أهل الأهواء يحرّضون على القتال
ولم يكونا يطيعون علياً ولا معاوية وكان عليٌ ومعاوية _ رضي الله عنهما_أطلب لكفء الدماء من أكثر المقتتلين
ولكن غُلبا على أمرهما والفتنة إذا ثارت عجز الحكماء عن إطفاء نارها
فمن المحرّضين على القتال من ينتصر لعلي ومنهم من ينـفـــّر منه ،، ومنهم من ينتصر لعثمان
ومنهم من ينفــّــر منه ومنهم يتظاهرون بنصرة معاوية ومنهم من يقاتل لأسباب أخرى وهكذا
الأمر الذي أدى إلى نشوب تلك المعارك الطاحنة وخروج الأمر من يدّ الصحابيين علي ومعاوية رضي الله عنهما
رضي الله عنهم وأرضاهم وجعل الجنة مسكنهم وحشرنا معهم ولا ننس فضل هؤلاء عند ربهم
فهم الذين قال الله تعالى فيهم ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ
رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة/100
وقد شهد لهم بالفضل والخيريّة سيد البشر وإمام الرسل والأنبياء
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تَسُبُّوا أَصحَابِي ؛ فَوَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أَنَّ أَحَدَكُم أَنفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلا نَصِيفَهُ ) رواه البخاري (3673) ومسلم (2540)
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خَيرُ النَّاسِ قَرنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ) رواه البخاري (2652) ومسلم (2533)