بسم الله الرحمن الرحيم :
صديق + دَين = عدو
محبة + دَين = عداوة
إنها ليست معادلة من معادلات الرياضيات وإنما معادلة الحياة !! معادلة الزمن الذي نعيشه !! معادلة أبناء هذه الأيام
في ظل قسوة الحياة وظلمة الأيام وضيق عيش الكثير، وكثرة متطلبات الدنيا لتوفير أبسط الحاجات
الأساسية يأتيك صديقك وحبيبك الذي أمضيت نصف عمرك معه بالدراسة والجامعة وخدمة العلم
مدخراً الجودة بكَ وطالباً منك مبلغاً من المال لأجل معلوم فلا تدعه يكمل طلبه وتقطع عليه
شرحه خوفاً على مشاعرك قبل مشاعره لأنه الأخ والصديق والحبيب حتى تقول له
" أبشرْ فالك طيّب " تحقق طلبك وأجيبت دعوتك ونــُفذ أمرك
له يا فلان نحن أخوة وأنت فلان ؛ وتصبح تعدد مآثره وماذا يعني لك وكم مقامه كبير وغالي عليك
فتعطيه مبلغاً أمضيتَ فترة طويلة وأنت تجمع مئاته بشق الأنفس وكثيراً ما كنت تحرم نفسك
أو ولدك مطبّقا المقولة " ادخر قرشك الأبيض ليومك الأسود" على أن يرد لك هذا المبلغ بعد شهر
أو أكثر .........
وعند حلول الأجل تستحي أن تطالبه ظناً منك أنه غالي وصاحب ذوق وأخلاق ويعرف الفضل لأهله
ويقدّر وقوفك بجانبه وبالتأكيد لن يجازيك إلا بالأحسن لأنّ جزاء الإحسان إحسان مثله
وأنت في معمعة التفكير بهذا الأمر يمرّ بجنبك فتحسّ منه إعراضاً لم يُعهد عنه من قبل تظن أنه لم ينتبه تتصل عليه
مراراً فلا يرد تعيد الاتصال بعد فترة قائلاً لعله مشغول فيقفل جهاز التلفون تتصل على الأرضي
فيردّ عليك أهله أو زوجته أو ولده " فلان غير موجود" وأنت رأيته بأم عينك دخل لتوّه
وتمضي القصة شهوراً أو سنة تلتقي به فتعاتبه فيجيبك بكل جرئة وصفاقة
ناسياً كل ما فعلته معه من معروف ( والله عيب عليك )!!!
" ذليتنا يا أخي " " أشو محد غيرك عندو مال" كرهتني حياتي وأنت تتصل " !!!!!
والنهاية عندكم ... والله ثم الله غالب من نتعامل معهم بالمال نخسرهم ويكونون من أعز الناس لنا
ونادر ما تجد من يحترم موعده وعهده ويقدّر لك وقوفك بجانبه وقليل من يشكرك بنهاية الأمر بل الغالب
تسمع منه كلاماً قاسياً ووصفاً جافاً وتــُتهم بالقربطة والبخل أو بالكبر ونسيان الماضي أو بأنك منّان بمالك
أو مُعجب بنفسك !!!!
فإلى الله المشتكى