بسم الله الرحمن الرحيم :
قتال الترك :
بلادهم يقال لها : تركستان وهي ما بين مشارق خرسان إلى مغارب الصين وشمال الهند إلى أقصى المعمور
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لا تقوم الساعة
حتى يُقاتل المسلمون التركَ ؛ قوماً وجوههم كالمجانّ المطرقة يلبسون الشعر ويمشون في الشعر"
وللبخاري أيضاً :" لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر وحتى تقاتلوا الترك ضغارَ الأعين
حمر الوجوه ذ ُلف الأنوف كأنّ وجوهه المجان ّ المطرقة ".
وعند أحمد في مسنده عن عمرو بن تغلب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوماً عراض الوجوه، كأنّ وجوههم المجانّ المطرقة "
ومعنى المجانّ جمع مجن وهو الترس فشبه وجوههم في عرضها ونتوء وجناتها بالترس قد ألبست الأطرقة
ومعنى ذ ُلف الأنوف : قصر الأنف وانبطاحه وقيل : ارتفاع طرفه مع صغر أرنبته
وجاء في سنن أبي داود حديث " اتركوا الترك ما تركوكم "
وقد قاتل المسلمون الترك في عصر الصحابة رضي الله عنهم وذلك في أول خلافة بني أمية في عهد معاوية
رضي الله عنه
وبعدها كانوا أكثر عسكر المعتصم ثم غلبوا على الملك فقتلوا ابنه المتوكل ثم أولاده واحداً بعد واحد
إلى أن خالط المملكة الديلم ثم كان الملوك السامانية من الترك أيضاً ثم آل سبكتكين ثم آل سلجوق وامتدت مملكتهم إلى العراق والشام والروم
ثم جاء التتر وخروج جنكز خان فأسعرت بهم الدنيا ناراً خصوصاً المشرق حتى لم يبق بلدٌ منه إلا ودخله شرهم
ثم جاء اللنك ومعناه الاعرج واسمه تـَمر فطرق الديار الشامية وعاش فيها وحرق دمشق حتى صارت على عروشها ودخل الروم والهند وما بين ذلك ، وطالت مدته إلى أن أخذه الله وتفرّق بنوه في البلاد
وظهر بجميع ما أوردته مصداق قوله صلى الله عليه وسلم :" إنّ بني قنطوراء أول من سلب أمتي ملكهم"
وكأنه يريد بقوله " أمتي " أمة النسب ، لا أمة الدعوة يعني العرب والله أعلم .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم