بسم الله الرحمن الرحيم :
ما زلنا مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم كيف نصركل واحد منهم دينه ودافع وأعلى شأن السنة عالية بطريقته وعبّر عن حبه للنبي الكريم بكل ما أوتيَ ليكون من السابقين
سعد بن أبي وقاص أحد العشرة وخال الرسول صلى الله عليه وسلم صدق الله فكان مجاب الدعوة، ثابت القلب، فنصره الله على أهل فارس، ورفع به رأس كل مسلم، وكبت به أعداء الله فكان الأسد في براثنه...
وعبد الرحمن بن عوف أحد العشرة تصدق بقافلة في سبيل الله بجمالها وحمولتها طلباً لمرضاة الله، وأنفق في كل عمل راشد مبرور...
وهذا ابن عباس حبر الأمة، وبحر الشريعة وترجمان القرآن، جد في طلب العلم وحرص عليه غاية الحرص وبلغ النهاية في فهم الوحي، وتصدر لتعليم الناس، فكان عجباً في حفظه، وفهمه وبيانه وكرمه وسخائه، حتى صار إماماً للناس لما صبر وجاهد وعلم وتعلم...
وهذا معاذ بن جبل، إمام العلماء طلب العلم من معلم الخير صلى الله عليه وسلم وعمل بما علمه الله فكان مثل العالم العامل المنيب المخبت الزاهد العابد، ودعا إلى الله وعلم عباده، وجاهد في سبيله، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، مع فقه عميق وخلق كريم، ورفق بالناس، وسخاء بذات يده...
وأبو هريرة سيد الحفاظ، جمع الحديث حفظاً وبلغه الأمة صدقاً فكان الحافظ الأمين حقاً، قسم ليله للعبادة وتذكر الحديث والنوم، اشتغل بتعليم الناس مع الفتيا والوعظ والجهاد، والتعليم، وما ذاك إلا لسمو همته، ومضاء عزيمته، وقوة نفسه...
وهذا خالد بن الوليد سيف الله المسلول كتب اسمه في سجل الخالدين بحروف من النور، وخلد ذكره في ديوان الفاتحين بأسطر من ضياء، نصر الإسلام بسيفه، وخاض غمار المعارك، يعرض نفسه الأخطار، ويقدم روحه في راحته، مستهيناً بالمصاعب، حتى صار مضرب المثل في الفداء والتضحية وسمو القدر وجلالة المنزلة، وارتفاع المحل...