شكراً لك أخت وفاء على موضوعك الشيّق والذي يتطلب منا صمتاً وتفكر قبل الكتابة
كما أشكركِ على صراحتك التي إن دلت على شيْ فإنما تدلّ على ثقتك بنفسك وإيمانك بصدق ما تقولينه
إنّ من ينظر للمرأة كما تصفين هم نفسهم من يتباكى على حقوق المرأة ويدعوا لتحررها وتسويتها بالرجل
ولا يوجد مؤمن بشرع الله ينظر للمرأة على أنها سفيهه أو قاصرة أو سقط متاع أو دمية لإرواء الغزيرة أو صفة نقص
وإنّ من لايؤمن يقدرات المرأة ويحترم رأيها هؤلاء لا يؤمنون بأنفسهم حتى يؤمنوا بغيرهم فمن يؤمن بنفسه رجلاً يجب أن يؤمن بشقه الآخر المتمم والمكمل له وهي المرأة .. ومن يؤمن بفهمه أو عقله أو إبداعه يجب أن يؤمن بعقل من حمله ورباه وأوصله لهذا الابداع
أنا كمسلم أعلم أنّ الله قرر مسألة وهي ( ولهن ّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف ) اي لها من الحقوق الزوجية على الرجل مثل ما للرجل عليهن
ولهذا قال ابن عباس : إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي ،، وما أحبّ أن أستنظف كل حقي الذي لي عليها فتستوجب حقها الذي لها عليّ لأن الله تعالى قال : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )
يا سيدتي : من قال أنّ المرأة مركونة في زوايا الحياة ؟؟ أليست عائشة كانت مرجع الصحابة ؟ أليست أم سلمة من أشارت على رسول الله في أشد ظرف مرّ به المسلمون آنذاك
ألم تنزل سورة كاملة اسمها < سورة النساء > ألم تكن آخر كلمة نطق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم " الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم "
ألم تعلمي أنّ هناك مئات الأحاديث الصحيحة توصي بالمرأة وترغب في الإحسان إليها وإكرامها ورفع شأنها وقدرها
بكتب الأعلام والنبلاء هناك مالا يقلّ عن الرجال من أسماء كُنّ غرة في جبين الدهر ونوراً في سجل التاريخ
ومن يُنكر أنّ كثيراً من النساء في جميع المستويات مفكرات وأديبات وعبقريات ومبدعات وشاعرات فقن الرجال بشوط كبير؟؟؟ من يستطيع أن يُنكر ذلك ؟؟؟ لا أحد لأنّ التاريخ والواقع هو خير شاهد ودليل على ذلك
إنّ الأئمة وأكابر الحُفاظ وكثير من اللامعين والنافعين والعباقرة وروّاد الزمن وكواكب التاريخ تربوا في أحضان نساء _ أمهاتهم _ وعندي الكثير من الأمثلة من التاريخ
فمن لا يؤمن بإمكانيات تلك النسوة فقد رفض جلّ التاريج وشطر الدين الذي وصلنا عن طريق نساء
وإنّ في عصرنا كثير من الناجحات والرائدات في كثير من المجالات والمستويات قد فقنَ الرجال
ومن لا يحترم قدراة المرأة رغم جدارتها... هذا عنده نقص في فهم الدين وقصر نظر في الحياة !!!
أو عنده غرور وإعجاب بنفسه واعتداد برأيه واستبداد في منهجه
وأنا شخصياً أؤمن بالفكر والعقل المبدع بغض النظر عن صاحبه وكثيراً ما أرى الصواب والحق جانبني لصالح المرأة ولا أرى بذلك بأس فقد قال عمر رضي الله عنه " أخطأ عمر وأصابت إمرأة "
وأوقن جيداً بأنّ المرأة في شؤون البيت والأولاد والأسرة بشكل عام وكثيرمن الأشياء هي أعلم مني
ويجب أن أحترم رأيها وأقف عند رغبتها ولا أتدخل بكل صغيرة وكبيرة في البيت وإلا كانت الحياة جحيماً لا تُطاق
وما أروع من أن يكون الزوجان كصديقين يتبادلان الآراء والحلول ليكونا سعيدين في حياتهما
أما موضوع تفضيل الرجل على المرأة فهو بشيء محدود ذكره القرآن( وللرجال عليهن درجة ) قال العلماء زيادة عقل الرجل بعقله _ بحكم أنّ المرأة عاطفية _ وقوته وبالإنفاق وبالدية والميراث والجهاد
وكما قال تعالى ( الرجال قوّامون على النساء بما فضلّ الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم )
أسأل الله تعالى أن أكون قد وُفقتُ للصواب
تقبلي مروري وتقديري