عندما نتكلم عن شيء لا نقصد شخصاً بعينه وإنما نتكلم بشكل عام....
ما هي علاقة المغترب بعاداته وتقاليده ولهجته؟؟؟ وهل الغربة مبرر للثوران عليها؟ أو نسيانها أو محاربتها؟؟ وقبل الجواب لا بدّ بحكم أننا مسلمون أن نعرف منهج الإسلام مع العادات والتقاليد
اتخذ المنهج الإسلامي في علاقته بالعادات والتقاليد صورًا ثلاثًا:
* الأولى: تأييد العادات التي تحثّ على مبادئ فاضلة وقيم سامية، مع تهذيبها وفق مبادئ الشريعة الخالدة، ومن ذلك: حق الجار، وإكرام الضيف، ومساعدة الفقراء، ونجدة المحتاج...
* الثانية: تقويم العادات التي تقوم على وجهين؛ أحدهما سيئ، والآخر حسن، بالتأكيد على الحسن، والنهي عن السيئ وإصلاحه وفق الشرع الحنيف .
* الثالثة: محاربة العادات والتقاليد الضالة والمضلة، التي تتعارض مع ما جاء به من قيم ومبادئ، والتي قد تؤدي إلى الخلل الاجتماعي واضطراب القيم وانتشار الفساد والرذيلة، وضياع الأمن والسكينة، مثل وأد البنات وغيرها الكثير
وبلا شكّ نحن نقصد بحديثنا تلك التي حثّ عليها الشرع ورتّب على فعلها مع الإخلاص الأجر والثواب
.فمن المزعج حقاً أن ينسى المغترب مكارم الأخلاق ومحاسنها وخاصة ً
تلك التي تدلّ على طيب أصل المرء وكرم سجيته وعراقة أصله وجمال منبته وحسن تربيته
ومن المزعج حقاً : أن يرجع إلى بلده وقد نسيَ أصحابَه الذين أمضى أحلى وأجمل أوقات عمره
معهم ويهجر مجالسهم إلى مجالس الأغنياء الذين كانوا يمرّون من جانبه ولا يلقون عليه تحية الإسلام ...!!!!
ومن المزعج : أن يعامل أحبابه بغلظة وفظاظة وجفاء واستعلاء فلا يستقبل ضيفاً إلا بموعد مسبق
ناسياً البساطة والحياة الرائعة البعيدة عن التكلّف !!!!!!!!!!!!!
ومن المزعج: أن يستخدم كلمات غريبة ومفردات أجنبية وعبارات البلد الذي عاش فيه لا يفهمها غالب الحاضرين !!!
ومن المزعج :أن يستلم الحديث ولا يسمح لأحد بالتكلم ويصبح يخطأ هذا ويعنّف ذاك ويصحح للآخرين وكأنّ العلم والذكاء يكون تبعاً للمال !!!!
ومن المزعج: أن يستشهد بتجربة الغرب وحضارة الغرب وكل شي بالغرب كلما سمع كلمة أو حديث من أحد...!!!!!
ومن المزعج : أن يترفع عن الفقراء وإذا جلس معهم يتكلم عن سيارات الروز رايز والأبراج والبورصات وساعات الألماس وخواتم اللؤلؤ وتلفونات ا لفيرتو علماً أنه خرج من بلده مستديناً ثمن كرت الزيارة والطيارة !!!! وقد يكون الفقير الذي يسمع منه هذا الكلام يحتار كل يوم كيف سيجمع
ثمن ربطة الخبز ....!!!!!!!!!!!!
ومن المزعج: أن تجلس عنده فيمضي جُلّ وقته كلاماً على التلفون أو عن بطولات أولاده أو عن كل شيء رآه و سمعه وحدث معه مدّة سفره !!!
هل يستطيع من عاش بروسيا أن يطبق التجربة الروسية في بلادنا!!! وهل من عاش بالخليج يستطيع تطبيق التجربة الخليجية في منطقتنا !!! وهل من عاش في دبي باريس الشرق يستطيع أن يطبق تجربتها في معرة حرمة !!! بالطبع لاااااا فلكل مقام مقال ولكل بلد تقاليده يجب علينا احترامها ولكن ليس بالضرورة تطبيقها في بلدنا
فالواقعية َ الواقعية أخوتي المغتربين وإياني وإياكم والمثالية والتنظير ودمتم بخير