كان ينبغي أن تكون هذه الحلقة بعد مزعجات الراكبين ولكن لحكمة أرادها الله نسيتها واليوم تذكرتها فتداركت نفسي
ونقلتها لكم ... وبعيداً عن المقدمات ندخل بالمزعجة التي غالبنا يُعاني منها
تكون راكباً في الباص أو السرفيس فيخطر على بال السائق الطرب فيفتح الراديو فإذا رجل يُخرج صوتاً لا يشبه أصوات بني آدم ، صوت كأنه صوت مختنق يطلب النجدة ثم يمنعه الماء في فمه أن يُفصح أو يبين
تسأل مدهوشاً ما هذا : يُقال لك هذا فلان ( واحد من المغنين المشهورين )يقول : آآآآآآآه
تكاد أن لا تصدّق حتى يأتيك بأربعة شهداء من الركاب فيشهدوا أنّ هذا الصوت الغريب هو غناء مغنّ يقول : آآآه
تنظر فإذا هذه ال" آه " قد خرج ربعها فكان على لسانه وربعها علق في حلقه ونصفها أصابه الإمساك المزمن فتبقى في جوفه فلا يخرج إلا بشربة زيت خروع !! فلا ندري لماذا لا يغني كما يغني الناس ؟ أهذا هو الشعر العامي ؟ أهو الزجل الرفيع ؟؟ أعوذ بالله أن يكون ذلك
بل وما لنا وللغناء الافرنجي ؟؟نساء ورجال مجتمعون بمكان ويصرخون بأعلي أصواتهم !!! ونحن مجبورون أن نسمع وإلا أنتم تعلمون كيف تُحلّ غالبا هذه المشكلة
ومن مزعجات السائقين أيضاً: يفرض علينا السماع رغم أنفونا !!! فلا يخفض الراديو أو المسجل ويستمع بمفرده .. بل يأبى إلا أن يرفع الصوت عالياً ليسمع الجميع وقد يكون من هؤلاء الراكبين المريض والحزين والمرهق والتعبان والشيخ !!
وقد يكون طالب يذاكر ولم يبق على امتحانه سوى دقائق معدودة ؟؟؟ فلمَ لا نراعي شعورهم ؟؟؟
يا سادة : بالله عليكم !! هل يُعقل أن تسمع من سراقب لمعرة النعمان كلمتين يرددها أحدهم بقوله " ربّة الوجه الصبوح "
شو ذنبي أسمع رغماً عن شاربي من حماة لحمص " على بابي واقف قمرين اواا اواا اوا اوا اوووا اووووا اووا اواو واو وا اوا اوا اوا اوووا اووا اوا اواوو اووا اوووا وووا وواا !!!!
طبعاً حفظت ُ هذه الواوات والواويات لكثرة ما أعادها وكررها حتى أحسست بروحي اختنقت وضاق صدري وكدت ُ أن أخرج عن طوري!!!
ولعلكم تقولون أنّ الناس كلهم ليسوا مثلك وفيهم من يعجبه الأطرش والأبكم وتلك التي لها صوت مثل صوت القطة !!!
وإنّ أذواق الناس تختلف .... نجيب إن كان يعجب أناساً فإنّ أخرين ليسوا بقلة ينزعجون منه ولا يعجبهم فهل نتجاهل رأيهم وشعورهم ؟؟؟؟؟؟؟
ولا تؤاخذوني فإنها حقاً مزعجة
ولا بدّ من شكوى إلى ذي مروءة ٍ***يواسيك أو يُسليك أو يتوجع ُ