إن مرض التوحد يصيب جميع الأعراق والأجناس والفئات الاجتماعية، وهو يصيب الذكور أكثر أربع مرات من الإناث.
يبدأ قبل السنة الثالثة من العمر ويستمر طيلة فترة حياة المريض.
ما أسباب مرض التوحد؟
لقد تمت معرفة الكثير عن أعراض مرض التوحد، وتحسنت الجهود المبذولة لتقصي المرض.
ولكننا مازلنا لا نعرف الكثير عن أسبابه.
يعتقد الباحثون أن كلاً من الوراثة والبيئة تلعبان دوراً في إحداث المرض.
فقد أظهرت الدراسات عند التوائم الحقيقية أنه إذا كان أحد التوءمين مصاباً بالتوحد، فإن نسبة إصابة التوأم الآخر هي 75٪ ،أما في التوائم غير الحقيقية فإن نسبة إصابة التوءم الآخر هي حوالي 3٪ فقط.
كذلك فإن الأبوين اللذين لديهما طفل مصاب بالتوحد يكون احتمال انجابهما لطفل آخر مصاب هو 2-8٪.
إن مرض التوحد يميل للحدوث بنسبة أعلى من المتوقع عند الأطفال الذين لديهم حالات مرضية معينة:
متلازمة الصبغي إكس الهش..
التصلب الحدبي..
متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية.
بيلة الفينيل كيتون غير المعالجة
كما أن بعض الأدوية الضارة التي تؤخذ أثناء الحمل قد يكون لها علاقة بزيادة خطر الإصابة بالمرض مثل دواء التاليدوميد..
أعراض مرض التوحد
- المهارات الاجتماعية
الأطفال الطبيعيون يبدون الاهتمام بما حولهم ويحاولون أن يقلدوا ما يرونه، أما مرضى التوحد فلا .
- التواصل
40٪ من الأطفال المصابين لا يتكلمون على الإطلاق.
25-30٪ من الأطفال المصابين يستطيعون التكلم ببعض الكلمات بعمر 1- 1،5 سنة ثم يفقدون هذه القدرة أما الباقون فيستطيعون التكلم ولكن في مرحلة متأخرة من الطفولة والأطفال الذين يتكلمون يستعملون اللغة بطريقة غير اعتيادية فقد لايستطيعون صوغ الكلمات في جمل مفيدة وبعضهم يتكلم بكلمات قليلة فقط، أو يكرر المقطع نفسه مرات ومرات، وبعضهم يكرر ما يقوله الآخرون فإذا سألته مثلا «هل تريد أن تشرب العصير؟» فإنه يقول: هل تريد أن تشرب العصير بدل أن يجيب..
وبعض الأطفال المصابين لديهم صعوبة في فهم الإيحاءات ولغة الجسد (فبعضهم مثلاً لا يفهم أن تلوح بيديك مودعاً).
وقد لا تتوافق تعابير الوجه أو الحركات أو الإيحاءات مع ما يقولون (كأن يبتسم مثلاً بينما يتحدث حديثاً محزنا.. أو يقول: أنا وهو يقصد أنت).
التصرفات
المتكررة والروتين
قد يقضي المريض وقتاً طويلاً وهو يصفق بيديه أو يتأرجح من جانب لآخر أو يشعل ويطفىء النور مرات ومرات..
وغالباً ما يتمسك المرضى بالروتين، فأي تغيير في أسلوب الحياة اليومي قد يكون مزعجاً ومستفزاً لهم (كأن يتوقف الباص في طريق العودة من المدرسة إلى المنزل أو يسلك طريقاً مختلفاً) وقد يفقد المريض السيطرة إذا تواجد في مكان غريب.
وقد يتمسك المريض بروتين غير ضروري أو غير اعتيادي (كأن يصر المريض أن يلقي نظرة عبر كل نافذة يمر بها في طريقه في كل مرة.. أو أن يشاهد نفس شريط الفيديو بكامله من بدايته لنهايته بما في ذلك أسماء الممثلين والمخرجين في كل مرة وعدم السماح له بذلك يسبب له توتراً وغضباً شديداً.
الإعاقات الأخرى
62٪ من مرضى التوحد لديهم إعاقات أخرى.. من هؤلاء.:
68٪ لديهم تخلف عقلي.
8٪ لديهم صرع.
5٪ لديهم شلل دماغي.
1٪ لديهم مشكلات بصرية.
1٪ لديهم مشكلات سمعية.
تظاهرات مرافقة:
فرط الحركة، قصر الانتباه. العدوانية، أذى النفس، تموجات المزاج، التصرفات القهرية، اضطرابات في عادات الأكل والنوم.
علاج مرض التوحد
لا يوجد مريض توحدي يشبه المريض الآخر لذلك فكل مريض يحتاج إلى برنامج علاجي خاص به يوضع من قبل الطبيب المختص.
تشمل البرامج العلاجية الإجراءات السلوكية والتثقيفية بالإضافة إلى العلاج الطبي التكميلي.
- التغييرات الغذائية تشمل حذف أنماط معينة من الأطعمة من غذاء الطفل.. أو إضافة بعض الفيتامينات والمعادن وهذا مبني على فكرة أن الحساسية تجاه بعض الأغذية أو نقص الفيتامينات والمعادن يمكن أن يؤدي لأعراض توحدية.
الأدوية
لا توجد أدوية تشفي مرض التوحد ولكنها تخفف من بعض أعراض المرض. فمثلاً يمكن أن تعطى الأدوية التي تعالج المريض من فرط الطاقة أو قلة التركيز أو الاكتئاب أو التشنجات أو العدوانية.
ولكن تجب مراقبة المريض بدقة وحذر حتى نتأكد من أن التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية لا تفوق الفائدة المرجوة منها