حلب .. شام برس من زاهر طحان
لم يكن يخطر ببال الأشقاء الأربعة "هاجر"، "موسى"، "زريفة" و"عبد الرحمن"، أن اصطحاب والدهم "زكور. ظ" ،30 عاماً، لهم صبيحة يوم الجمعة إلى ضفاف بحيرة "16 تشرين"، كان لإغراقهم في مياه تلك البحيرة حرصاً منه على أن يحرق قلب والده بعد خلاف معه حول مكان حفرة المرحاض التابع لمنزلهم.
وفي التفاصيل، أقدم المدعو "زكور.ظ" على رمي أولاده الأربعة في مياه بحيرة 16 تشرين، بعد خلاف مع والده المسن، حيث رفض الأخير أن يحفر ولده حفرة جديدة للمرحاض قرب المنزل مطالباً إياه بنقل مكان الحفرة إلى مكانٍ آخر، ليبيّت "زكور" النية بحرق قلب والده عبر حرمانه من أحفاده لعلمه بحبه الشديد لهم، فاستقل سيارة أجرة نقلته وأطفاله إلى ضفاف البحيرة الواقعة على بعد 30 كم شرق قريتهم "المنكوبة" المتاخمة لمنطقة "منبج"، وطلب من السائق أن يعود إليه بعد ساعتين ريثما ينتهي من التنزه مع الأطفال، وليقوم بعدها برميهم تباعاً بدءاً من ابنته الكبرى "هاجر" 6سنوات وانتهاء بابنه الأصغر "عبد الرحمن" وعمره عامان فقط.
وبعد عودة السائق لاصطحاب "زكور" وأولاده إلى القرية، فوجئ به يركب معه وحيداً، وعندما سأله عن مكان الأولاد أخبره بأنه رماهم في البحيرة ليعود ويتراجع عن أقواله بحجة أنه كان يمازح السائق وأن الأطفال موجودون في بيت أحد أقاربه المجاور للبحيرة.
"عندما عاد زكور وحيداً إلى القرية فوجئنا به يخبرنا بأنه رمى أطفاله في البحيرة انتقاماً من أبيه، فاتصلنا على الفور بالأمن الجنائي في منبج للتحقق من أقواله فطلبوا منا إحضاره إلى مركزهم كي يحاولوا معرفة حقيقة ما حدث معه، وفور دخولنا إلى مركز الأمن أعاد زكور اعترافه بإقدامه على قتل أطفاله الأربعة، لتأتينا بعدها معلومات تفيد بوجود أربع جثث لأطفال غرقى في مشفى الباسل، تم اكتشافها من قبل إحدى الرحلات المدرسية التي أتت لزيارة البحيرة وقام فريق من الغواصين تابع للمؤسسة العامة لحوض الفرات بانتشالهم ونقلهم إلى المشفى، وفور وصولنا إلى المشفى تعرفنا على الأطفال الذين صبغت أجسادهم ببقع زرقاء نتيجة اختناقهم في مياه البحيرة" وفق قول المحامي "عبد الحكيم.ظ" ابن عم الجاني.
وحول تصرفات القاتل "زكور" وما إذا كان يعاني من اضطرابات عقلية، أفاد عمه "عزيز.ظ" لـ"شام برس" بأن الأخير :"تعرض لحادثة احتراق بالزيت المغلي أصابت قسماً كبيراً من وجهه مما أفقده القدرة على النطق بشكل السليم، إلا أن تصرفاته بشكل عام كانت طبيعية ولا تدل على أي مظهر من مظاهر الجنون ما عدا بعض النوبات البسيطة التي كانت تأتيه في بعض الأحيان نتيجة عصبيته الزائدة، ولذلك كنا دائماً نتحاشى إغضابه وننفذ له كل طلباته".
وعلمت "شام برس" أن الشهداء الأربعة، دفنوا عصر أمس الجمعة في مقبرة القرية وسط أجواء من الحزن الشديد خيمت على القرية التي حضر جميع أفرادها مراسم الدفن لوداع الأطفال، وأحيل المجرم "زكور" إلى قاضي التحقيق في منطقة منبج ..في حين لا تزال والدة الأطفال في حالة انهيار كامل حتى الآن