الجنة أقرب إلى أحدكم من شِرَاك نعله والنار مثل ذلك".
إن الله جعل الدخول في الإسلام الذي هو أفضل نعم الله سهلاً، وذلك بالنطق بالشهادتين بعد معرفة الله ورسوله.
وجعل الكفر سهلا فكلمة واحدة تدل على
الاستخفاف بالله أو شريعته تخرج قائلها من الإيمان، وتوقعه في الكفر الذي
هو أسوأ الأحوال حتى يكون عند الله أحقر من الحشرات والوحوش، سواء تكلم
بها جادًا أو مازحًا أو غضبان.
هذا هو معنى الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الجنة أقرب إلى أحدكم من شِرَاك نعله والنار مثل ذلك".
والمعنى أن الإنسان يكسب الجنة بعمل يسير من الحسنات، وكذلك يكسب دخول النار بعمل خفيف من السيئات.
فلو عاش العبد على الكفر سنين طويلة قضى عمره عليه ثم
قبل موته أسلم قبل أن يرى ملائكة العذاب وقبل أن ييأس من الحياة ويوقن
بالموت كرؤية ملك الموت أو إدراك الغرق ونحو ذلك، أسلم واعتقد بقلبه أنه
لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله كان من أهل الجنة ولو لم يدرك صلاة،
ولا يؤاخذ بشيء مما عمله من الذنوب لأن الإسلام هدمها وذلك لأن العبرة
بآخر حال الإنسان الذي يُختم له به.
ومقابل هذا رجل عاش على الإسلام ثم
مرض فاشتد عليه الألم فلم يتحمل فاعترض على ربه فقال يا رب لم ظلمتني
بتسليط هذا الألم الذي لا أطيقه فمات حرمت عليه الجنة لأنه كفر باعتراضه
على ربه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بخواتيمها".