أ حـلام الأعـمـى :
ليتني لم أسأل صديقي الأعمى عن أمنياته ، فقد أحزنني جدا حين باح لي بمكنونات صدره و لكنه أفرحني و جعلني أتذكر نعمة الله تعالى علي أن جعلني سميعا بصيرا ، و قبل أن أودعه رجاني أن أصوغ أحلامه بقصيدة ليعم النفع جميع القراء ، فقلت على لسانه :
ليس في العينِ غيرُ لونِ السـوادِ
و اشـتيـاقٌ إلى وجـوهِ العبـادِ
رافقـتني العصا لشـقِّ طريقـي
فهي عوني في القربِ و الابتعـادِ
سـلبَ الدهرُ نـورَ عينيَّ عمـداً
فتساوى صحوي و ليـلُ سـهادي
كم أمنّي روحي برؤيـةِ وجـهٍ!!
حيـن ألـقـاهُ تزدهـي أعيـادي
وجـهُ أمي و طفـلتي في خيالي
خيـرُ حلمٍ ينمـو بنبـضِ فؤادي
تدّعي زوجتي - ولستُ أراها -
بجمـالٍ يفـوقُ حُسْـنَ "سـعاد"ِ
و أنا لا أرى من الحسـنِ شـيئاً
كيفَ لي رؤيـةُ الجمـالِ البادي؟؟
غيرَ أني أراكِ صبـراً و شـوقاً
و وفـاءً مســيرُهُ لـلرشــادِ
أنتِ خيرُ النسـاءِ عندي و حسبي
أنكِ – الدهـرَ – كلُّ مائي و زادي
*** *** ***
ربَّ أعمى العينيـنِ و النورُ فيهِ
كضيـاءِ الشـموسِ في الاتّقــادِ
فيهِ صبـرٌ و حكمـةٌ لا تُجارى
و ارتياحٌ من لمـحِ جُـلِّ الفسـادِ
و طمـوحٌ إلى المعـالي قـويٌّ
فهـو للمجـدِ راغبٌ في ازديـادِ
فاحمَـدِ اللهَ أنْ خُلِـقـتَ بصيراً
قارئاً ، كاتبـاً ، سـميعاً ، تنادي
*** *** ***
ليسَ أعمى العينينِ يا ناسُ أعمى
إنَّ ربَّ الأكـوانِ لـلعـينِ هـادِ
غيـرَ أني ياربِّ أطلـبُ شـيئاً
أنْ أرى وجهَـكُمْ ، فـذاكَ مُرادي
*** تمـت ***
الشارقة 6/4/2009م