أوصت أمامة بنت الحارث ابنتها حين زفت إلى زوجها فقالت :
أي بنية :
إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت لذلك منك، ولكنها تذكرة للغافل ،ومعونة للعاقل.
ولو أن امرأة استغنت عن الزواج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه ،ولكن النساء للرجال خلقن ،ولهن خلق الرجال.
أي بنية :
احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرا وذكرا :
الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، والتعهد لموقع عينه ، والتفقد لموضع أنفه،
فلا تقع عينه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب الريح ،
والتعهد لوقت طعامه ، والهدوء عند منامه. فان حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
والاحتفاظ ببيته وماله ،والارعاء على نفسه وحشمه وعياله، فان الاحتفاظ بالمال حسن التقدير والارعاء على العيال جميل حسن التدبير .
ولا تفشي له سرا، ولا تعصي له أمرا، فانك إن أفشيت سره لم تأمني غدره ،و إن عصيت أمره أوغرت صدره. ثم أتقي الفرح أمامه إن كان ترحا ، والاكتئاب عنده إن كان فرحا فان الأولى من التقصير والثانية من التكدير.
وكوني أشد ما تكونين له إعظاما ،يكن أشد ما يكون لك إكراما ، وأشد ماتكونين له موافقة يكن أطول ما يكون لك مرافقة. واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت أو كرهت.
والله يخير لك الخير.