مونديال و أشياء أخرى / بقلم : عبد الرزاق الدرباس

درجات :

حين دخلت لجنة الامتحان لألاحظ على طلابي الذين يحبونني جدا لكنهم لا يريدونني ملاحظاً عليهم ، قال أحدهم : خيييييييبة . فابتلعتها دون تعقيب ، وقفت كمرصد لا تفوته شاردة و لا واردة ، ساد الصمت و باشر الشباب تدوين الإجابات ، حاولوا الغش ، منعتهم بنظراتي التي يعرفونها جيداً ، أحرجتهم و أحرجوني ، أأتركهم للغش و أخون أمانتي؟ أم أشدّد عليهم و أزعجهم ؟ بقيت صامتاً فارضاً هيبتي عليهم حتى انتهى الوقت ، و لما خرج الذي قال خييييييييبة أوقفته و قلت له : عزيزي أحمد هل أنا خيبة ؟ خجل و قال : معاذ الله حاشاك أستاذي ، و لكنها الدرجات .

مونديال :

تعالى الصوت في غرفة طعام المدرسين خلال الإفطار حيث ولاءاتهم الكروية متفرقة و تحليلاتهم و توقعاتهم و أنا صامت ، فاقتربت من أكثرهم هوسا بالكرة و سألته ببلاهة متعمدة :هل بدأ كأس العالم ؟ فضحك و قال : ياعم اقترب الدور الاول على النهاية ، فسألته أين تلعب الدول ؟ فصرخ : اسمعوا شاعرنا يسألني أين يقام المونديال ؟ فأردفت : ماالمونديال هذا ؟ فقال : أنت جاهل أم تتجاهل ؟ سألته متى ستلعب سورية و مصر ؟ قال : أستغفر الله العظيم ! (أنا حسيبلك الفطار و روّح ) و انصرف صديقي فسادَ الصمت و تابع الجميع إفطارهم بهدوء .

إيلاف:

حين تكلمت هاتفيا مع الأسرة في سورية كانوا على ذمة محدثتي يقفون طابورا ليمسكوا سماعة الهاتف فأسمع أصواتهم و آنس بها ، أصغرهم تجاوز دوره و تكلم و أسمعني وصاياه و ضحكته و لم يقل لي كالعادة :خذ معك أختي و جاء الصوت يقول لي : مرحبا بابا فظننته مازال يثرثر معي كعادته ، قلت للصوت : أعطني الذي بعدك فلم يأتني الصوت ،و جاءت السيدة الأولى لتقول : لماذا أهملت إيلاف ؟ إنها تبكي بحرقة مارأيتها من قبل ، آه ! لقد خانني تمييز الصوت و كم رجوت أن تعود ثانية لأكلمها و اعتذر ، لكن مشاعرطفلة الستة أعوام جريحة من والدها الذي نسي نبرة صوتها ،و حين أصرت على عدم التحدث معي رثيت لحالها و حالي فبكيت مثلها .

لص :

كنت فد أعطيت قصيدة غزل رائعة إلى مدير تحرير إحدى المجلات لينشرها ، و لكن على غير المألوف مضت أربعة شهور و لم أرها منشورة ، فالتمست له عذراً بكثرة النصوص و ضيق المجال و تدخلات رئيس التحرير الذي يفرض عليه نصوصاً أخرى منذ أيام كنت في حفل عشاء عام فتقدمتْ مني إحداهن حيث تعرفني جيداً و أخرجتْ من حقيبتها ورقة و دفعتها لي ثم قالت: شاعرنا المبدع عندي قصيدة غزل خاصة أهداني إياها شخص معجب بي ، و انا أحتاجكَ لمعرفة رأيك بمستواها ، قلت لها : هنيئا لكِ بها ، ثم فتحتُ الورقة فإذا قصيدتي و قد اقتطِع منها الاسم و التاريخ .

قلت لها وقد أدركت سبب تأخر النشر: شخصكِ المعجب لص محترف ، ابتعدي عنه حتى لا يسرق قلبكِ الطيب كما سرق قصيدتي .



الشارقة 16/6/2010م

السلام علي ورحمة الله وبركاته انت لا تعرفني ولكنني عرفتك من قصائدك الجميلةصحيح انني اكتب الشعر ولكن لاتأتي امام ماتكتبه شكرا لمشاعرك المكتوبة فالغربة افقدتنا حتى اسماءنا لقد نسيت بسنواتي الستة بالغربة احساسي واقول لك ....لقد تجردت من نباهتي ... وادركت متأخرا اني نسيت قلمي .... وسطرت الغربة الامها على صفحاتي ... حتى الصميم... فلا تتعجب انك
لم تتعرف الى نبرة صوت ابنتك والسلام

سلمت يداك استاذنا وشاعرنا الكبير على هذه الأقصوصات الجميلة جداً...

سلم لسانك وحفظ الله يدا ابدعت وفكرا جال في اعماق نفوسنا فأخرج لؤلؤها المكنون وعبر به لسانك الرائع فالف الف شكر لك اخي الكريم وحفظ لك اولادك واهلك من كل سوء

الله يعطيك العافية أستاذ عبد الرزاق على هذه الكتابات الرائعة

ولكن أقترح أن يكون عنوان الموضوع إيلاف وأمور أخرى ..

فقصتك مع طفلتك الصغيرة (الله يخليلك ياها) هي الأروع ومؤثرة جدا

تستحق أن تكون بالعنوان ...

بس ما قلتلنا ... ميين بتشجع بالمونديال ؟