الدعـــاء لا يمكن أن يذهب هبـــاء

تاريخ التسجيل : 07/04/2009

الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا

من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً

-----------------------------------------------------------------------------
[size=21]قال الشيخ محمد العريفي : " في فضل الدعاء كما في الحديث أن الله (( إما أن يستجيب له في الدنيا ، وإما أن يكف عنه شراً بدعائه )) .
مثال
: قال : اللهم اشف ولدي المريض ، فارتفع الدعاء إلى السـماء بطلب الشفاء
وكان هناك قدر نازل بلاء أن يموت هذا الولد في مرضه هذا ، فينزل القضاء
بالبلاء ويرتفع الدعاء بطلب الشفاء ، فالدعاء يمسك البلاء ، فلا ينزل
البلاء إلى الولد ولا يصل إلى الأرض . فيقول الداعي أحياناً : يا أخي ولدي
مريض ، ومضى لي شهر وأنا أقول يا رب اشف ولدي المريض ولم يشفى !! لم
ينفعني الدعاء . خطأ ، الدعاء نفعك وأنت لا تعلم ، ربما لو لم تدعو لمات
ولدك ، انتبه لا تقل ما نفعني الدعاء . مثال آخر : أو يقول : اللهم اكفني
شر فلان الظالم ، فيرتفع الدعاء بطلب كفاية الأذى ، وكان هناك قدر نازل
عليه أن الظالم يزيد في ظلمه فيمسك الدعاء هذا البلاء . فيقول أحياناً
الداعي :
يا أخي أنا منذ مدة أقول اللهم اكفني شر فلان الذي يظلمني ولم يستجب الله دعائي .

نقول : خطأ ، الله تعالى
استجاب لك ، وأنت لا تعلم . ربما لو لم تدعو لزاد ظلمه عليك . هو الآن
يظلمك في مالك ، ربما لو لم تدعو لظلمك في مالك وفي نفسك . فلا تقل لم
ينفعني الدعاء . قال عليه الصلاة والسلام : (( إما أن يستجيب له في الدنيا
وإما أن يكف عنه شراً بدعائه ))
والثالثة وهي أحلاها : قال عليه الصلاة والسلام : (( وإما أن يؤخرها له إلى يوم القيامة فيؤتيه بها حسنات )) .
وفي بعض الآثار : أن الناس إذا رأوا في
يوم القيامة جزاء دعواتهم التي لم تستجب في الدنيا : ودوا لو أن الله لم
يستجب لهم في الدنيا دعوة حتى يروها يوم القيامة ثواباً عظيماً . (( فقال
الصحابة : يا رسول الله إذاً نكثر )) ما دام أن الدعاء لا يذهب هباءً
منثورا إذاً نكثر ،
فقال صلى الله عليه وسلم (( الله أكثر )) " . [ " من يدعوني " للشيخ محمد العريفي ] .

من عرضت له حاجة فليبدأ فيها بالله

عن
شقيق البلخي قال : كنت في بيتي قاعداً فقال لي أهلي : قد ترى ما بهؤلاء
الأطفال من الجوع ‏ولا يحل لك أن تحمل عليهم ما لا طاقة لهم به . قال
فتوضأت وكان لي صديق لا يزال يقسم علي بالله إن يكن لي ‏حاجة أعينه بها
ولا أكتمها عنه فخطر ذكره ببالي فلما خرجت من المنزل مررت بالمسجد فذكرت
ما ‏روي عن أبي جعفر قال :‏ ‏ من عرضت له حاجة إلى مخلوق فليبدأ فيها
بالله ، فليبدأ ‏فيها بالله ، بالله عز وجل .
[
" المتغيثين بالله " لابن بشكوال ص68] .‏ قال فدخلت المسجد فصليت ركعتين
فلما كنت في التشهد أفرغ علي النوم فرأيت في منامي أنـه قيل : يا ‏شقيق
أتدل العباد على الله ثم تنساه !! يا شقيق أتدل العباد على الله ثم تنساه
!! قال فاستيقظت وعلمت أن ذلك تنبيه نبهني به ربي فلم أخرج من المسجـد حتى
صليت العشاء ‏الآخرة ثم تركت الذهاب لصاحبي وتوكلت على الله ثم انصرفت إلى
المنزل فوجدت الذي أردت أن ‏أقصد قد حـرَّكه الله وأجرى لأهلي عـلى يديه
ما أغناهم . [ " يا سامعاً لكل شكوى " للشيخ إبراهيم الدويش ] .

عند الدعاء تأمل في سعة ملك الله

قال
العالم الكويتي الدكتور صلاح الراشد ( دكتوراة في علم النفس ) : " ذكر
الدكتور جوزيف ميرفي في كتابه الذي باع منه أكثر من مليون نسخة " قوة
العقل الباطن " ذكر أن المصر على الدعاء يتحقق له مطلوبه يقيناً . ورد في
الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن كل دعاء مستجاب ، فعجب
الصحـابة لذلك فقالوا إذاً نكثر ، فقال : الله أكثر . أي الله أكبر ، الله
أكثر ، الله أقدر . ماذا يتمنى ابن آدم 99% أو يزيد من أمنيات الناس لا
تزيد عن حجم بلدة ، كم من الناس يتمنى الكرة الأرضية كلها ؟ لو أن الله
أعطى كل واحد عطايا بحجم الكرة الأرضية : كم نقص من ملك الله ؟! هذه
المجرات الضخمة والأجرام العظيمة التي فيها الكرة الأرضية كالذرة في فلاة
" . [ " كن مطمئناً " أشرطة صوتية لصلاح الراشد ] .[/size]

تاريخ التسجيل : 07/04/2009

بالفعل الدعاء لا يذهب هباءً فإما أن يرد القضاء أو أن يخفف منه
وهو إظهار لقمة العبودية لله سبحانه وتعالى
فالدعاء هو العبادة أو مخ العبادة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم