أيها الأحبة الكرام / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … تحية طيبة وبعد
في لقاء إيماني مع عالم الجيولوجيا وعلوم الأرض العالم المسلم
الأستاذ الدكتور / زغلول النجار سأله مقدم البرنامج عن الإعجاز العلمي في قول الله تعالى
:
( وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيْدَ فِيْهِ بَأْسٌ شَدِيْدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ) .
فأجاب قائلا : هذه الآية من أكثر آيات القرآن الكريم إبهارا لي حقيقة .
ثم بدأ الدكتور زغلول في ذكر أقوال المفسرين القدامى في تفسير هذه الآية فقال :
قال المفسرون : أنزلنا هنا بمعنى : خلقنا ، جعلنا ، قدرنا . لأنه ما كان أحد من المفسرين القدامى
يتوقع أن هذا الإنزال إنزال حقيقي .
وركزوا على البأس الشديد للحديد ومنافعه للناس .
لأن الأرض على ضخامة كتلتها ثبت أن أكثر من (35%) من هذه الكتلة حديد .
فالأرض لها لب صلب داخلي في مركزها أغلبه الحديد والنيكل ، والنيكل يعتبر من معادن الحديد .
ولم يكن هناك أحد يتخيل أبدا أن هذا الحديد قد أنزل إلى الأرض إنزالا ، كيف أُنزِلَ الحديد إلى الأرض وكيف اخترقها ؟؟.
وثبت علميا أن ذرة الحديد هي أكثر الذرات تماسكا على الإطلاق ، ولا توجد ذرة في شدة تماسك ذرة الحديد . ولذلك فإن الحديد له خواصه الطبيعية المميزة له .
ثم ذكر الدكتور زغلول بعض فوائد الحديد ومنافعه للناس فقال :
الحديد طبعا هو عصب الصناعات الثقيلة في حياة الإنسان . ليس هذا فقط بل لولا وجود هذا اللب الصلب أو هذه الكرة الضخمة من الحديد في قلب الأرض ما كان للأرض مجال مغناطيسي .
وإذا فقدت الأرض مجالها المغناطيسي ما استطاعت أن تمسك بغلاف غازي ولا مائي ولا بحياة ، لأنها فقدت الجاذبية ، ولذلك فإن وجود الحديد ضرورة من ضرورات جعل الأرض صالحة للعمران .
والحديد يُكَوِّن أغلب المادة الحمراء في دماء البشر ودماء أغلب الحيوانات .
الحديد يُشَكَّل المادة الخضراء في أجساد كل النباتات .
ولذلك فإن الحديد لازم من لوازم الحياة .
أما عملية إنزال الحديد إلى الأرض فما استطاع أحد أن يستوعبها على الإطلاق .
حتى جاء العلماء أثناء رحلات الفضاء وبدأوا يهتمون بدراسة التركيب الكيميائي للجزء المدرك لنا من الكون فوجدوا أن غاز الهيدروجين الذي هو أخف العناصر وأقلها بناء هو أكثر العناصر انتشارا في الجزء المدرك لنا من الكون .
حيث إن غاز الهيدروجين وحده يكون (74%) من مادة الكون المنظور ، يليه في الكثرة غاز الهليوم ويشكل (24%) من مادة الكون المنظور أي المُشَاهَد لنا .
فقال العلماء : عنصران هما أخف العناصر المعروفة لدينا وأقلها بناء يشكلان أكثر من (98%) من مادة الكون المنظور لابد أن باقي العناصر قد خلقت من غاز الهيدروجين .
وهي ملاحظة جيدة ثبتت صحتها بمراقبة ما يتم في داخل الشمس حيث إن الشمس حين تتحد فيها ذرات الهيدروجين يتكون الهليوم ، وحين يتحد الهليوم يتكون اللثيوم في عملة متسلسلة تسمى بالاندماج النووي .
وحينما نظر العلماء في الشمس وجدوا أن عملية الاندماج النووي لا تصل إلى الحديد -أي أن عملية الاندماج النووي لا تستطيع أن تُكَوِّن ذرة واحدة من ذرات الحديد- وتتوقف هذه العملية قبل الحديد بمراحل طويلة لأن الحديد يحتاج إلى حرارة عالية جدا ، والشمس لا تتوفر فيها هذه الحرارة ، مع أن درجة حرارة الشمس تبلغ حوالي (20 مليون درجة مئوية) ومع ذلك لا تكفي لتكوين ذرة حديد واحدة .
فنظر العلماء في نجوم أخرى خارج مجموعتنا الشمسية ، فوجدوا نجوما تسمى (المُسْتَعِرَات) هي أشد حرارة من الشمس بملايين المرات ، حيث تصل الحرارة في جوف النجم المُسْتَعِر إلى (مئات البلايين من الدرجات المئوية) .
فعرفوا أن هذه هي الأماكن الوحيدة في الكون المشاهد لنا التي يمكن أن يتخلق فيها الحديد .
هذه الملاحظة جعلت العلماء يقولون : إن أرضنا التي نحيا عليها عندما خلقت وانفصلت من الشمس ، لم تكن سوى كومة من الرماد ، ليس فيها شيء أثقل من الألمونيوم ، ثم رجمت بوابل من النيازك الحديدية ، تماما كما تصلنا النيازك الحديدية الآن ، والحديد بحكم كثافته العالية تحرك إلى لب الأرض وهي لا تزال كومة من الرماد فاستقر فيها وانصهر وصهرها وقسمها إلى سبع أراضين تماما كما يقول الله تعالى في كتابه العزيز :
( اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ).
وهذه الأراضين السبع هي :
1) لُب صلب داخلي أغلبه الحديد والنيكل وهو موجود في قلب الأرض ومركزها ..
2) يليه إلى الخارج لُب سائل أغلبه الحديد والنيكل .
6،5،4،3) يليه أربعة أوشِحَة متمايزة بها نسب متناقصة من الحديد من الداخل إلى الخارج .
7) وأخيرا الغلاف الصخري للأرض وبه 5,6 من الحديد .
وثبت للعلماء أن كل الحديد الموجود في أرضنا التي نعيش عليها بل في مجموعتنا الشمسية قد أنزل إلى الأرض إنزالا ، ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز :
( وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيْدَ فِيْهِ بَأْسٌ شَدِيْدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ) .
والذين أثبتوا هذه الحقيقة هم علماء غير مسلمين ، وأكدوا على ذلك بقولهم :
إن الطاقة اللازمة لتكوين ذرة حديد واحدة ، تَفُوقُ كل الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية بأربع مرات
ولذلك يَمُنُّ الحق تبارك وتعالى علينا بإنزال الحديد ويُقْرِنُهُ بإنزال القرآن الكريم فيقول سبحانه :
( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيْزَانَ لِيَقُوْمَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيْدَ فِيْهِ بَأْسٌ شَدِيْدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ) .
ثم يكمل الدكتور زغلول حديثه قائلا :
وكنت أتحدث عن هذه الحقيقة في محاضرة في جامعة ملبورن باستراليا ، فوقف أحد أساتذة الكيمياء وقال :
يا سيدي هل حاولت أن تربط بين رقم سورة الحديد في القرآن الكريم والوزن الذري للحديد ، وبين رقم هذه الآية : ( وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيْدَ … ) والعدد الذري للحديد ؟
يقول الدكتور زغلول : وأنا عادة أضع نص الآية القرآنية وترجمة معانيها إلى اللغة الإنجليزية ، وأضع أيضا رقم الآية ورقم السورة في المصحف ، فهو بحكم تكوينه العلمي التقط رقمي الآية والسورة ، وسأل هذا السؤال .
فقلت له : الأرقام منزلق خطير إذا دخله الإنسان بغير دراسة وبغير رَوِيَّة قد يدمر ذاته
فقال لي : أرجوك عندما تعود إلى بلدك أن تحقق هذه القضية .
يقول الدكتور زغلول : وبعد رحلة طيران استمرت (22ساعة) من ملبورن إلى القاهرة لم أستطع تحقيق هذه القضية فلجأت إلى مكتبتي وأتيت بالقرآن الكريم وكتاب في الكيمياء غير العضوية والجدول الدوري للعناصر
فأذهلني أن أجد أن رقم سورة الحديد في المصحف وهو (57) ، يساوي الوزن الذري للحديد وهو (57) أيضا .
ورقم الآية في قوله تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيْدَ … ) هو (25) ، والعدد الذري للحديد هو (26) ، ولكن إذا أضفنا البسملة في بداية سورة الحديد واعتبرناها آية من السورة فيصبح رقم الآية (26) ويساوي العدد الذري للحديد .
فيا سبحان الله ، أي إعجاز أعظم من هذا الإعجاز القرآني الكريم ؟؟؟ .
لا نملك بعد هذا الكلام إلا أن نؤكد ونقول :
نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن سيدنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا ما ذكر منذ 1430 عام في كتاب الله تم اكتشاف هذه الحقائق منذ اقل من 100 عام بعد جهد