الثلـــــــج بـــــين شــــاعــريــــن
ارتبط الثلج بإنجازات إبداعية جليلة نقف اليوم عند اثنين منها
الأول ديوان الحماسة الذي أنجزه أبو تمام وكان الثلج سبباً له، وفي التفاصيل كان الشاعر أبو تمام حبيب بن أوس الطائي في رحلة إلى خراسان وبينما هو في طريق عودته إلى بغداد دخل مدينة همذان فاستضافه أبو الوفا ابن سلمة ثم نزل ثلج كثير وساءت أحوال الطقس، فاضطر أبو تمام للبقاء حيث كان وأراد أبو الوفا ابن سلمة أن يخفف عنه فأمده بكل كتب الأدب التي في خزانته، فقضى أبو تمام وقته في عمل (مختارات من الشعر العربي) منها كتاب (الحماسة) وكتاب (الوحشيات) وظلت هذه المختارات زمناً طويلاً في حوزة آل سلمة حتى تدهورت أحوالهم واضطروا إلى إخراج هذه المختارات، فأقبل الأدباء عليها وذاع أمرها واشتهرت من يومها.
الثاني : ثلج الغربة وأرض الوطن
أما الشاعر رشيد أيوب المولود في لبنان سنة 1871 فقد انتقل إلى الغربة في أوروبا فأقام في ما نشستر نحو ثلاث سنوات وانتقل بعدها إلى باريس وعاد إلى قريته في لبنان وبعد ذلك هاجر إلى نيويورك وتوفي في بروكلن 1941 ولقب بالشاعر الشاكي لكثرة شكواه، وله دواوين شعرية هي الأيوبيات «أغاني الدرويش هي الدنيا».
وفي الغربة ذكره الثلج بأهله ووطنه وملاعب طفولته وحضن أمه فكانت قصيدته الشهيرة: ياثلج
ياثلج قد هيجت أشجاني
ذكرتني أهلي وأوطاني
بالله قل عني لجيراني
مازال يرعى حرمة العهد
ياثلج قد ذكرتني الوادي
منتصباً لغديره الشادي
كم قد جلست بحضنه الهادي
فكأنني في جنة الخلد....
ياثلج قد ذكرتني أمي
أيام تقضي الليل في همي
مشغوفة وتحار في ضمي
تحنو علي مخافة البرد....
ياثلج قد ذكرتني الموقد
أيام كنا حوله ننشد
نعنو لديه كأنه المسجد
وكأننا النساك في الزهد
ولاننسى أيضا أن الثلج قد ألهم الكتاب والمبدعين الكثير من الأعمال الروائية، نشير إلى ثلوج كليميني جارو فهل يكون هذا الثلج الذي غمرنا بالفرحة حافزاً على الإبداع ؟