دكاكيـن للشـرف : بقلم / أ . عبد الرزاق الدرباسكالعادة كل مدة سأختار لكم من بساتين الأيام مجموعة قصص قصيرة جدا بطريقة
الـ ( ق . ق . ج ):أمـل
خلال كارثة منجم تشيلي الذي سد طريق خروج العمال فيه قبل ستين يوماً و اعتبرت الحكومة العمال في عداد المفقودين ، ولدت زوجة أحدهم طفلة و سمتها ( jamara) يعني ( أمل ) بالعربية ، فأهداها الرئيس التشيلي باقة ورد و ربت على كتفها ، ثم خرج والدها ناجياً ، و تحقق الأمل ، إنها فراسة الأم و أهمية الإنسان _ طبعاً عند الأجانب _ ونحن لنا الله ، ففي حادث سير وقع مؤخراً في إحدى بلداننا لا يبعد عن المشفى أكثر من 10 كم نزف المصاب حتى الموت و لا من مسعف و لا من شرطة و لا من يحزنون و لا من يفرحون .
ناقـد :حين قدّم رئيس الجلسة الضيف الجهبذ الذي استقدمته الوزارة من بلاده بتذكرة vip)) و إقامة فندقية خمس نجوم بدأ محاضرته النقدية بقوله :
إن الولوج إلى ماهية السيكولوجيا في مرحلة الانعطاف البنيوي يضطرنا للوقوف على تموسق الإيدلوجيا خلال تبني فرضية التركيز على موضوعية المبنى و ذاتية المعنى ، بحيث تتمحور الرؤيا فيما وراء الأشياء وفق مدارات إهليلجية الحركة ، و بالتالي يمكننا الإحاطة بجوهر الترسيم التذوقي لمجالات التحليل النقدي .
سألتُ نادل الفندق الذي يتجول بين الطاولات : هل فهمتَ شيئاً ؟ قال : لا، قلتُ : ولا أنا .
[دكاكيـن :[/color][/color]كنت أدرّس إحداهن مقرر اللغة العربية خلال دراستها الإعلام ، و بعد تخرجها سجلتْ للماجستير و حين اختيار الأطروحة قالت : أستاذي القدير لو ألفتَ لي الرسالة من ألفها ليائها مقابل مبلغ من المال _ حددتـْه بسخاء و إغراء _ و أنا سأحفظها و أفهمها لأناقش فيها ، فرفضتُ حفاظاً على شرف المهنة و مكانة العلم و مصداقية الشهادات ، لكنها بعد رفضي أعطت ربع المبلغ لأحدهم ففعل ، حينها رأيت أن على الحكومات أن تسمح بترخيص دكاكين لبيع الشرف ، فهو سلعة مفقودة و مطلوبة و يمكن أن تحقق مستوى قياسياً في المبيعات ، بعروض ترويجية مثل : ا شتر ِصندوقي شرف و احصل على الثالث مجاناً .
[كـذّاب :
مؤخراً اتصلتُ بالأسرة لأطمئن عليها و لما جاء دور ( سيف ) ذي الخمسة أعوام في الكلام و قد دخل الصف التمهيدي قال لي على الهاتف بكل محبة وبراءة : بابا أنت كذاب
ضحكتُ من قوله و سألته : لماذا ؟ قال : لما سافرتَ قلتَ لي ستعود بعد عشرة أيام و صار جاءت الجمعة أربع مرات و ما رجعتَ . يعني العشرة أيام أكثر ولا الأربع جمعات ؟؟ انعقد لساني و لم أردّ عليه و حين و صلت دمعتي الساخنة لزاوية فمي أيقظ طعمها المالح الكلام في شفتي فقلت لنفسي : ابني سيف صادق و أنا [الـ ........ [/right]
الشارقة 15/10/2010م