بعد فرض طوق أمني دام أكثر من شهر في ناحية احسم التابعة لمحافظة ادلب ، إثر تجدد الشجارات آخر أيام شهر رمضان المبارك بين عائلتي فضيل و سرحان تم خلالها حظر التجول في القرية .
نجحت لجنة مؤلفة من مختار المنطقة و عضو مجلس شعب سابق وآخر حالي وممثل عن المحافظة و وجهاء من العائلتين وبرعاية من المحافظ من إقامة الصلح بين العائلتين .
وكانت الشجارات قد بدأت منذ أكثر من عامين تقريبا في خلافات تعددت أسبابها وذهب ضحيتها قتيلين وعشرات الجرحى في صفوف العائلتين تحت راية " الثأر " .
وعلم عكس السير ان اللجنة المشكلة قامت بحل نزاع دام لأكثر من عامين عاش خلالها أهل الناحية عامة والعائلتين خاصة في قلق و عدم راحة نتيجة الشجارات الدائمة والتي تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة .
وبيّن مصدر في الشرطة فضل عدم الكشف عن اسمه لعكس السير ان عملية الصلح تمت بالتفاهم بين العائلتين حيث يدفع كل طرف " فدية " قُدرت بـ مليون و 200 ألف ل.س للقتيل و تعويض للمصاب يقدر بين 250 و 500 ألف حسب الإصابة .
وأفاد المصدر لعكس السير إنه من بين المصابين من فقدّ أصابع أحدى يديه وآخر أتلفت الكلية و شخص فقدّ البصر بالكامل بالإضافة إلى أربع أشخاص أصيبوا بعاهة دائمة ، وجميعهم حصلوا على تعويض ، حيث حصل الرجل الذي فقد بصره تعويض مثيل بفدية القتيل .
وقال المصدر لعكس السير إن عملية الصلح والدفع تمت بإشراف اللجنة حيث تم تبادل الزيارات بين طرف القاتل والمقتول وبين المصابين وتم خلاله شرب قهوة الصلح ورش الرز كدلالات على وقوع الصلح وموافقة الأطراف .
وأضاف المصدر إن إجمالي الفدية والتعويض الذي سيدفعه الطرفين هو خمسة ملايين ونصف تقريبا ، وستوزعها اللجنة حسب الاتفاق على المصابين وذوي القتلى .
وذكر المصدر أن عدد الموقوفين حاليا والذين تم القبض عليهم أثناء الطوق الأمني بلغ 55 شخص من العائلتين ، وستقوم العائلتين بالتنازل عن الدعاوي التي رفعت بحق الموقوفين ليتم تقديمهم إلى القاضي ليطلق سراحهم .
وشهدت عملية الصلح استقبال كبير للأطراف المقتتلة فيما بينها ، وعبّر المواطنين في ناحية احسم عن سعادتهم بحل هذه النزاع لما تركته الأيام الماضية من قلق و خوف وحزن نتيجة الشجارات المتواصلة وارتفاع عدد الضحايا .
وقال مصدر آخر لـ عكس السير " إن الدعم الذي رافق عملية الصلح من قبل الجهات المعنية ساعد على الإسراع في إتمام الصلح بين العائلتين والذي كان سيد الموقف .
وتمنى المصدر أن تكون عملية الصلح هذه بداية لعودة الأمن والسلام في تلك الناحية والذي افتقده أبناء المنطقة لعدة سنوات نتيجة تلك الشجارات الدموية التي تؤثر على سمعة المدينة و اقتصادها .