موضوع: حب الصحابة إيمان وبغضهم كفر ونفاق الخميس أغسطس 12, 2010 10:51 pm
حب الصحابة إيمان وبغضهم كفر ونفاق عن البراء رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الْأَنْصَارُ لَا يحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ" أخرجه البخاري ومسلم. ماذا نقول في قوم اختارهم الله تعالي لصحبة نبيه وإقامة دينه وشرعه، وجعلهم وزراء نبيه وورثته من بعده في حمل الأمانة وتبليغ الإسلام إلي الناس جميعًا حتي وصل إلينا غضًا طريا بفضل الله تعالي ثم بفضل الصحابة والذين اتبعوهم بإحسان، فحفظ الله بهم الإسلام وتحقق وعد الله تعالى بحفظ دينه قال تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر: 9) لذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم حب أصحابه من علامات الإيمان وبغضهم من أمارات النفاق بل وجعل حبهم طريقاً للفوز بمحبة الله تعالي وذلك لأنهم نصراء الله ورسوله فمن أحبهم فبحبه لله ورسوله صلى الله عليه وسلم أحبهم، ومن أبغضهم فببغضه لله تعالي ورسوله أبغضهم ليس وراء حبهم أو بغضهم سبب آخر إلا حب الله ورسوله أو بغض الله تعالي ورسوله صلى الله عليه وسلم كما مر في حديث البراء رضي الله عنه. عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "آيةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ وَآيةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الْأَنْصَارِ" أخرجه البخاري. عن أبي هريرة أن النبي قال: "لَا يبْغِضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيوْمِ الْآخِرِ" أخرجه مسلم. بل إن المسلم يصل بحبه الصادق للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم إلي مرافقتهم في الجنة وإن لم يبلغ منزلتهم بعمله . عن أنس رضي الله عنه أَنَّ رَجُلا سَأَلَ النَّبِي صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَنْ السَّاعَةِ فَقَالَ مَتَي السَّاعَةُ؟ قَالَ وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ لَا شَيءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ. قَالَ أَنَسٌ فَمَا فَرِحْنَا بِشَيءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِي صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ. قَالَ أَنَسٌ فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِي صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِياهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ . أخرجه البخاري ومسلم. تحذير الله تعالى ورسوله من انتقاص الصحابة وموقف أهل السنة والجماعة من الصحابة يجب علي كل مسلم أن يعلم أن حب الصحابة رضي الله عنهم من الإيمان بل إن حبهم متفرع عن حب الله تعالي ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا يليق بمسلم يحب الله تعالي ورسوله صلى الله عليه وسلم ويحب الإسلام العظيم أن يبغض أو يسيء إلي نصراء دين الله تعالي المدافعين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك ورد التحذير الشديد من التعرض لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بسوء أو ذكرهم بما يكرهون فليس جزاء الإحسان إلا الإحسان. قال الله تعالي: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَي الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَينَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَي عَلَي سُوقِهِ يعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} (الفتح: 29) قال الإمام القرطبي عند تفسيره هذه الآية: روي عروة الزبيري من ولد الزبير كنا عند مالك بن أنس فذكروا رجلاً ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ مالك هذه الآية {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ...}حتي بلغ {يعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ} فقال مالك: من أصبح من الناس في قلبه غيظ علي أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية. قال القرطبي: لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله فمن نقص واحدا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد علي الله رب العالمين ( أي رد تعديل الله تعالي للصحابة) وأبطل شرائع المسلمين قال الله تعالي: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَي الْكُفَّارِ...} الآية وقال: { لَقَدْ رَضِي اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يبَايعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} إلي غير ذلك من الآي التي تضمنت الثناء عليهم والشهادة لهم بالصدق والفلاح ثم ذكر القرطبي الآيات التي مدحهم الله فيها والأحاديث التي أثني الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم فيها إلي أن قال: فحذار من الوقوع في أحد منهم فمن نسب واحدا من الصحابة إلي كذب فهو خارج عن الشريعة مبطل للقرآن طاعن علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتي ألحق واحد منهم تكذيبا فقد سُبَّ لأنه لا عار ولا عيب بعد الكفر بالله أعظم من الكذب ، ولقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من سب أصحابه فالمكذب لأصغرهم - ولا صغير فيهم - داخل في لعنة الله التي شهد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وألزمها كل من سب واحدا من أصحابه أو طعن عليه. ثم قال القرطبي: فالصحابة كلهم عدول أولياء لله تعالي وأصفياؤه وخيرته من خلقه بعد أنبيائه ورسله هذا مذهب أهل السنة الذي عليه الجماعة من أئمة هذه الأمة. وفضيلة الصحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل ولا تنال درجتها بشيء والفضائل لا تؤخذ بقياس وإنما ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ" أخرجه البخاري ومسلم. عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَي اللَّهَ وَمَنْ آذَي اللَّهَ يوشِكُ أَنْ يأْخُذَهُ" أخرجه الترمذي. أخرج الخطيب بإسناده عن أبي زرعة الرازي أنه قال: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق وإنما أدي إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولي وهم زنادقة" الكفاية". قال الحافظ ابن حجر قال أبو محمد بن حزم : الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعاً قال الله تعالي: {لا يسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَي} (الحديد: 10). قال إمام الحرمين: والسبب في عدم الفحص عن عدالتهم أنهم حملة الشريعة فلو ثبت توقف في روايتهم لانحصرت الشريعة علي عصره صلى الله عليه وسلم ولما استرسلت سائر الأعصار. هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة في عدالة الصحابة رضوان الله تعالي عليهم وهو المذهب الحق الذي تؤيده أدلة القرآن الكريم والسنة المطهرة وما يشهد به واقع حالهم الذي كانوا عليه ولا يوجد لهذه الأدلة معارض لا من المنقول ولا من واقعهم العملي وحسبهم شرفاً وفخراً أن الله تعالي هو الذي عدلهم وزكاهم في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو العليم بحقيقة أمرهم وما سيكون منهم في مستقبل أمرهم وليس بعد تعديل الله ورسوله لهم تعديل. حال الصحابة العملي في حياته وبعد وفاته : ذكرنا فيما سبق أن الله تعالي عدل الصحابة وأثني عليهم وشهد لهم بصدق الإيمان وهو العليم بحقيقة أمرهم وما يضمرونه في صدورهم وما سيكون منهم في مستقبل أمرهم بعد نبيهم إلي وفاتهم وكذا عدلهم الرسول صلى الله عليه وسلم وعرف فضلهم وأخبر أنهم خير الخلق إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها وأنهم في المنزلة والفضل بعد الأنبياء والمرسلين مع تفاوت درجات الصحابة فالصحابة وإن كانوا جميعًا عدولآً ومن أهل الجنة إلا أنهم ليسوا سواء فأفضل الأمة بعد نبيها ( أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ثم علي ثم بقية العشرة المشهود لهم بالجنة، ثم بقية الصحابة رضي الله عنهم). فالصحابة هم خير الناس وأعدل الناس علي الإطلاق إلي أن يرث الله تعالي الأرض ومن عليها بل هم أفضل من جميع المعدلين الذين اعتمد العلماء أقوالهم في الرجال جرحًا وتعديلاً - وحسبهم أن الله هو الذي عدلهم وزكاهم وأثني عليهم وليس لمسلم يؤمن بالله تعالي ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يشك في عدالتهم بعد أن يعلم أن تعديلهم ثابت لهم بشهادة الله تعالي ورسوله. ثم إن الناظر في تاريخهم ليجد أنه أمام جنس من البشر لم تعرفه الإنسانية في تاريخها القديم أو الحديث وأنهم بحق كما أخبر الله عنهم. فلقد بذلوا من أجل نصرة دين الله تعالي النفس والنفيس وافتدوا الإسلام ونبيه بأنفسهم وضحوا بكل ما يملكون وما ضنوا علي الإسلام بشيء علي الإطلاق بل إنهم تحملوا فوق طاقتهم وما يعجز مثلهم عن القيام بعشر معشاره. ولقد كانوا رضوان الله عليهم قمماً في التجرد لله تعالي فما أرادوا بما فعلوا إلا إرضاء الله تعالي، وواقعهم خير شاهد علي ما نقول فلقد بذلوا كل شيء وضحوا بكل ما يملكون حتي بوطنهم فخرجوا مهاجرين إلي الله بدينهم استجابة لأمر رسولهم بعد أن تحملوا صنوف العذاب والاضطهاد علي يد المشركين بمكة ثلاث عشرة سنة وأوذوا في الله إيذاءً أفضي بأرواح بعضهم، فعلوا كل ذلك وما كان يري في الأفق القريب أو البعيد بصيص أمل في نصر أو تمكين فهل غامر هؤلاء الأصحاب بمستقبلهم من أجل مغنم مادي كان يتوقع في هذه الظروف الحرجة؟ إن الباحثين عن المغانم المادية لا يسلكون هذه الطرق الوعرة التي يرون الموت محققا فيها فضلاً عن أن يحصلوا منها علي مغانم مادية. ولكن الذي حمل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم علي البذل والتضحية والثبات إنما هو الإيمان بالله تعالي الذي ملأ قلوبهم واليقين بوعد الله تعالي لهم بالجنة لهذا عمل الصحابة ومن أجل ذلك الهدف العظيم باعوا أنفسهم لله تعالي. ولا أدل علي ما نقول من أن القوم لما آلت إليهم الدنيا ومكن الله لهم في الأرض لم يتغير حالهم فلم يبهروا بالدنيا ولم يفتنوا بزينتها بل ظلوا علي حالهم من البساطة في العيش والزهد في الدنيا والإقبال علي الله تعالى. ثم إنك لتراهم بعد أن مكن الله لهم في الأرض قمماً في العدل والإنصاف فلقد أنصفوا الناس حتي من أنفسهم ولو كانوا علي غير دينهم ونعم الناس جميعًا- علي اختلاف مللهم ونحلهم- في ظل الإسلام والمسلمين. إن ذلك ليرجع إلي صحة المنهج الذي ربي عليه الصحابة عليهم رضي الله عنهم، فهو منهج إلهي وإلي صدق المربي صلى الله عليه وسلم وإخلاصه وحرصه المنقطع النظير علي هداية الناس وإصلاحهم. لهذا فقد ذهب أهل السنة والجماعة إلي أن الصحابة كلهم عدول بتعديل الله تعالي ورسوله صلى الله عليه وسلم لهم من لابس الفتن ومن لم يلابسها لأن الله تعالي هو الذي عدلهم وأثني عليهم وأخبر عن رضاه عنهم وهو العليم بحقيقة أمرهم وبما سيكون منهم في مستقبل أمرهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ووعدهم جميعًا الجنة، فهذا دليل علي أن حالهم سيظل مستقيمًا إلي يوم لقاء الله عز وجل ، وليس بعد تعديل الله تعالي ورسوله صلى الله عليه وسلم لهم تعديل. صدر حديثًا كتاب ( الروض الرائض في عدم صحة نكاح أهل السنة للروافض ) للإمام أحمد المرادي الدمشقي ـ مفتي دمشق الشام ـ المتوفى سنة 1184هـ ، نشر بدار ابن عباس ، مصر ، 2010م ، دراسة وتحقيق الدكتور عبد الله عبد القادر الطويل . وهذا الكتاب من الكتب المهمة في اثبات عدم صحة تزيج الرافضة بالسنيات المؤمنات ، لذلك أنصح بالاطلاع عليه لما يحويه من موضوع مهم.
سامي (أبو صدام)
الجنس :
اسم الدولة :
عدد المساهمات : 4382
نقاط التميز : 6353
تاريخ التسجيل : 07/04/2009
العمر : 40
:
موضوع: رد: حب الصحابة إيمان وبغضهم كفر ونفاق الخميس أغسطس 12, 2010 11:58 pm
الله يجزيك الخير أخي الدكتور عبد الله على هذا المقال الرائع في خير خلق الله بعد الأنبياء
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحبين والمتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام
وأن يحشرنا معهم في الفردوس الأعلى
معتـــز
الجنس :
اسم الدولة :
عدد المساهمات : 3946
نقاط التميز : 4979
تاريخ التسجيل : 10/11/2009
العمر : 39
:
موضوع: رد: حب الصحابة إيمان وبغضهم كفر ونفاق الأحد أغسطس 15, 2010 5:50 am