أقسام معلقة طرفة بن العبد

تاريخ التسجيل : 05/05/2009

طرفة بن العبد

ولد الشاعر في البحرين ومات عنه أبوه وهو حدث صغير السن , فنشأ بين أعمامه , ولكنهم ضيقوا عليه , ولم يحسنوا رعايته , وانكروا حقه وحق أمه , فانطقه الظلم بالشعر , وطفق يهدد أعمامه ويعيبهم , فيقول إن اشهر بيت شعري يعبر عن الظلم :

وظلم ذوي القربى اشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند

مضاضة : حرقة .

ولكن غضبه على أعمامه لم يدفعة إلى الانتقام , بل أفضى به إلى الاستهتار , والانغماس في اللهو و الكر وتبديد المال سفها وطيشا وجهالة , لدرجة إن قومه انتبذ وه , يقول في ذلك :

ومازال تشرابي الخمور ولذتي وبيعي وإنفاقي طريفي ومتلدي

إلى إن تحامتني العشيرة كلها وأفردت إفراد البعير المعبد

الطريف : المال المكتسب . المتلد و التليد : الموروث . المعبد : المطلي بالقطران لجرب .

ولما نفذ ماله ساءت حالته واضطرته إلى رعي الغنم لمعبد – ومعبد هو أخيه لأبيه – كما يرعى العبيد ابل سيادة الأشراف , وهنا

أحس بنوع من الظلم وقع عليه , وهو لم يطق الخطو ع لهذا الواقع الذي يحيياه وكان في صحبته خاله المتلمس وقد جالسا الماك وعايشاه و رافقاه في رحلات الصيد , إلا أن الوشاة والحساد أوغروا صدر الملك عليهما , فطردهما الملك من بلاطه .

شخصيته : لقد أثرت في شخصيته عوامل كثيرة منها :

1- موت أبيه وهو صغير , الأمر الذي جعل منه شخصا لا يقبل وصاية ورعاية .

2- بغي أعمامه عليه وعلى أمه , فقد ضاعف هذا الأمر إحساسه بالتفرد والنقمة .

3- ما لقيه من مهانة في رعيه للإبل لمعبد أخيه لأبيه فلم يزده إلا كرها للشظف .

فيقول :

ولولا ثلاثة هن من عيشة الفتى وجدك لم احفل متى قام عودي

فمنهن سبقى العاذلات بشربة كميت متى ما تعل بالماء تزيد

وكري إذا نادى المضاف محنبا كسيد الغضا نبهته المتورد

وتقصن يوم الدجن والدجن معجب ببهكنة تحت الخباء المعمد

أغراضه الشعرية :

الحكمة :إذا ما قرئنا ديوان طرفة وقفنا على حكم كثيرة , وقفتنا على تجارب , من طفولته التي شهد فيها ظلم ذوبه إلى فتاه الذي قضاه في الخمر , إلى شبابه الذي قضاه بعيد مغتربا ,موزع بين نفس أبية , وأمير جرعة الذل فيقول :

للفتى عقل يعيش به حيث تهدي ساقه قدمه

ولهذا أيضا دعا إلى تحكيم العقل في اللسان ليعصمه من الزلل , يقول :

وان لسان المرء ماله تكن له حصاة على عوراته لدليل

وغير بعيد إن يكون طرفة قد مازح فتى فلم يخفر له الملك فيقول :

وان امرأ لم يعف يوما فكاهة لمن لم يرد بها سوئ لجهول

وقد دعت حكم طرفة إلى تحكيم العقل , والى الأناة والرزان , لان الطيش المفضي إلى الخطأ يحمل صاحبه الاعتذار ,

وفي المأزق الحرجة تظهر الحكمة فاني كان الإنسان حليما الزم نفسة الاحتكام إلى العقل , وان غلبته العواطف الهائجة ,

يقول :

إن التتالي في الحياة ولا يغني نوائب ماجد عذره

كل امرءا فيما الم به يوما يبين من الغنى فقره

فقد انتهى كل شئ رأيت الناس سوسة في قبورهم أي إن قبر الفقير مثل قبر الغني فيقول :

أرى قبر نحام بخيل بماله كقبر غوي في البطالة مفسد

أرى المال كنزا ناقصا كل ليلة وما تنقص الأيام والدهر ينفذ

فقد كان عقل طرفه اكبر من سنه , ولو أتيت له الحياة المديدة البعيدة عن اللهو لكان أبع في حكمة .

إعداد وتقديم : قسوم مصطفى خليل
Sl 1985 @ maktoob. com

تاريخ التسجيل : 25/04/2009

شكرًا على هذه المشاركة الطيبة ، ونتمنى منك المزيد .....

تاريخ التسجيل : 09/08/2009

ميرسي أبو صطيف لهذه المشاركة الحلوة

تاريخ التسجيل : 09/08/2009

شكرا اخي على هذه الشاركة الجميلة وننتظر منك المزيد

أقسام معلقة طرفة بن العبد

أقسام معلقة طرفة بن العبد

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة