نموذج فذ في الإخاء
آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين الصحابي المهاجر
عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما فكان نموذجا فذا في
حسن الإخاء ، فقد عرض على عبد الرحمن بن عوف رضي الله
عنه أن يتنازل له عن إحدى زوجتيه ليتزوج بها وأن يعطيه شطر
ماله ، ولكن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه شكره ودعا له
واعتذر عن قبول ذلك وقال له :
( دلني على السوق مالهذا هاجرنا )
جهاده واستشهاده
شهد سعد بن الربيع رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم
بدرا وأبلى فيها البلاء الحسن ، وقتل فيها رفاعة بن أبى رفاعة
المخزومي ، وحضر مع النبي صلى الله عليه وسلم أحدا فأظهر
شجاعة نادرة ، حتى استشهد رضي الله عنه ، وذكر أحد الصحابة
أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه يوم أحد يطلب سعد بن الربيع
رضي الله عنه ، وقال له :
" إن رأيته ، فأقره مني السلام ، وقل له :
يقول لك رسول الله : كيف تجدك ؟ "
فطفت بين القتلى ، فأصبته وهو في آخر رمق ، وبه سبعون ضربة ،
وقيل اثنتي عشرة طعنة فأخبرته ، فقال :
( على رسول الله السلام وعليك ، قل له :
يا رسول الله ، أجد ريح الجنة ، وقل لقومي الأنصار :
لا عذر لكم عند الله إن خُلِص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومنكم عين تطرف ) وفاضت نفسه رضي الله عنه.
فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم مقالة سعد رضي الله عنه ،
اتجه إلى القبلة ثم رفع يديه ، فقال :
" اللهم الق سعد بن الربيع وأنت عنه راض "
ثم قال صلى الله عليه وسلم :
" رحمه الله نصح لله ولرسوله حيا وميتا "
سبب نزول آية المواريث
جاءت امرأة سعد بن الربيع رضي الله عنهما بابنتيها من سعد
رضي الله عنه تشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت :
( يا رسول الله ، هاتان بنتا سعد ، قُتل أبوهما معك يوم أحد شهيدا ،
وإن عمهما أخذ مالهما ، فلم يدع لهما مالا ، ولا تنكحان إلا ولهما مال )
قال صلى الله عليه وسلم :
" اللهم أحسن الخلافة في تركته "
فنزلت لأجلهن آية المواريث ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم
إلى عمهما فقال :
" أعط بنتي سعد الثلثين ، وأعط أمهما الثمن ، وما بقي فهو لك "