أفردت صحيفة (الثورة) السورية الرسمية افتتاحيتها يوم الجمعة للحديث عما سمته ‘القنبلة السكانية الموقوتة’ في سورية. حيث أوضحت الصحيفة أنها لا تنشر عادة يوم الجمعة مقالاً افتتاحياً، باستثناء حالات محددة مقترنة بحدث ما له علاقة بقضايا الساعة، لكنها نشرت هذه الافتتاحية عن الزيادة السكانية في سورية كونه لا يمكن عزل هذه المشكلة عن السياسة والاقتصاد والثقافة والحياة في القطر.
واضافت أنه لا يمكن لسورية أن تحقق منهاج التنمية ما لم تضبط الزيادات السكانية، ورأت أن العلاقة بين الزيادة السكانية في سورية وتراجع الخدمات وتعمق البطالة لا يمكن إخفاؤها. وقالت الصحيفة ان هناك ‘وضعا سكانيا لا ينذر بالخطر فقط بل يصرخ من قلب الخطر’، وأن نسبة 2.45′ للزيادة السكانية في سورية هو معدل عال يجب تداركه ولا سيما في بلد لا يشهد إشباعاً كاملاً للحاجات والخدمات الضرورية.
وطالبت الصحيفة بإجراءات حكومية جريئة لمواجهة هذا الوضع وإلزام الجميع بخطة موضوعة للولادات.
اللافت فيما
أوردته الصحيفة الرسمية دعوتها الحكومة السورية لتبني سياسات رادعة مادياً ومعنوياً للنمو السكاني المنفلت تترافق مع سياسة التوعية التي قلما تنجح حسب قول الصحيفة.
واقترحت (الثورة) بأن تُحجم الحكومة عن توزيع الفائدة والدعم للعائلة عندما يتجاوز عدد أفرادها الولدين، في إجراء قد يشبه إلى حد ما التجربة الصينية بهذا المجال حسب بعض المراقبين.
وتفيد أحدث الأرقام الإحصائية الرسمية بأن الزيادة السكانية في سورية تقدّر بنصف مليون نسمة سنوياً، وأن هذا الرقم سيتصاعد سنوياً خلال العشر سنوات القادمة، ليبدأ بعدها احتمال تراجع تدريجي في حال وجود تدخلات استراتيجية حكومية محددة.
وتؤكد التقارير الرسمية أيضاً أنه وبغير إجراءات صارمة في هذا الشأن فإن المشهد الرقمي السكاني سيستمر بالتطور والتصاعد لدرجة قد تصل نسبة الزيادة إلى مليون نسمة سنوياً، وعندها ستطول فترة الاستقرار المرتفع للزيادة السكانية وتتأخر مرحلة التراجع ما بين 5-15 سنة.
ويؤكد المراقبون أن الملف السكاني في سورية يعاني من تبعثر الجهود وتشتتها وعدم تراكميتها، فضلاً عن الإهمال وتدني مرتبة الاهتمام به إلى ما بعد الملفات المباشرة المناط تنفيذها بكل جهة من الجهات ذات الصلة.
وتقول أرقام حكومية حديثة أن عدد السوريين المسجلين رسمياً يبلغ 027. 23 مليون نسمة، منهم 11.567مليون من الذكور، 11.460 مليون من الإناث، وأن حجم السكان في سورية ازداد أربعة أضعاف خلال الفترة بين 1960 و2004.
سورية اون لاين